فضاء الفعل البطولي في عملية معبر رفح
قـلـم : سـليـمان نـزال

سـليمان نـزال

بفضاء  الفعل صقور و بواسل  يواصلون إنتفاضة الأقصى و الإستقلال و العودة..و يرفعون بهمةٍ  و عزمٍ  فريدين, قامات السنديان العالي في الثوابت الوطنية الفلسطينية.

 

بفضاء الفعل نسور و فرسان, أنجبهم شعب الصمود و الصبر و الشجاعة و التضحيات الغالية الغالية.

 

يأتون بشلالات من  دمائهم الزكية..يصنعون التغيير النوعي  الذي يعلو  على كلِّ محاولات تغييب أهداف الشهداء و المناضلين في ظلام الشطب التدريجي لأحلام و تطلعات السيادة ملايين الفلسطينيين في الوطن و في الشتات و المهاجر.

 

لقد كان خطاباً متقدماً سياسياً واعياً من الدرجة الممتازة, ذاك الذي عبرت عنه عملية البطولة و الجرأة في نفق بالقرب من معبر رفح و التي أدت إلى سقوط أربعة جنود صهاينة ومفقود و عدد آخر من الجرحى.

 

خطاب سياسي موفق هادف ينطوي على دلالات كثيرة في هذا المرحلة الفلسطينية الصعبة أسهمَ  في إعادة الرشقات الصائبة الموجعة إلى أوجها ضد الإحتلال الإجرامي  , الذي يعتدي على أطفال فلسطين و يغتالهم و يقصفهم في مدارسهم, كما عزَّزَ  مقولة البواسل, بأن هذا العدو  الإرهابي لا يخرج من قطاع غزة و يخلي المستوطنات إلا مُكرهاُ و مدفوعاُ بالقوة و مجللاً بالعار  و مزدحماً  بالأزمات الداخلية الإسرائيلية على تعددها و عمقها , و شموليتها للأوضاع السياسية و الإقتصادية و الأمنية و الإجتماعية..

 

خطاب موجه ضد الضغوط الرامية لإستغلال المشهد الفلسطيني القاسي و الحزين, بعد رحيل الرمز الكببر الرئيس ياسر عرفات و إنشغال الفلسطينيين و فصائلهم و تنظيماتهم بترتيب البيت الفلسطيني و- الفتحاوي أيضا- الداخلي, و العمل على تمرير صفقات لم يكن ليقبلها الشهيد أبو عمار في حياته.

 

بمثل هذه العمليات و البطولات الفلسطينية, على أرض الضفة و القطاع, تتعزز و تتصلب الوحدة الحقيقية, وحدة الشجعان و الفرسان في ميادين النضال  مما يقرب وجهات النظر بين مختلف القوى الفلسطينية و يساعد في التوصل إلى برنامج إجماع وطني فلسطيني يحدد بدقة و وضوح  سقف القاسم الوطني الكفاحي الذي يُلزم  بإحترامه, جميع مكونات الحالة الفلسطينية و أطيافها.

 

بمثل هذا التضحيات, كعملية معبر رفح البطولية, يثبت الجرح الفلسطيني النازف منذ سنوات و سنوات, و سط الصمت الكوني, قدرته على النهوض مجدداً و بإصرار يتجاوز صدمة الغياب العميقة بإستشهاد  أبرز صناع الكيانية الفلسطينية الشهيد ياسر عرفات.

 

إن كل قراءة صحيحة و موضوعية لعملية معبر رفح النوعية, التي نفذها أبطال من صقور فتح و من حركة حماس, تشير  إلى صوابية التوقيت, مع إستمرار التدخلات الهجينة في الساحة الفلسطينية و إعتقاد السفاح شارون بأن مهمته الدموية لإخضاع الفلسطينيين لإملاءاته و شروطه أصبحت أكثر سهولة بعد إرتكابه سلسلة وحشية من الجرائم و المذابح و المجازر ضد الشعب الفلسطيني و إشاعة الأوهام عن ضرب و تدمير "لبنية الإرهاب"  الفلسطيني على حد زعمه و حكومته من القتلة و المحرمين.

 

 

كما أن تنفيذ عملية النفق بالقرب من معبر رفح تترافق مع إعلان القائد الأسير مروان البرغوثي  تراجعه عن ترشيحه و محض دعمه للسيد محمود  عباس بشروط التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية ..  و إستمرار الإنتفاضة و التأكيد على الوحدة الفلسطينية و أهداف الحرية و العودة و الإستقلال.

 

هذا أحد شروط الأخ مروان البرغوثي يأخذ حيز التنفيذ على أرض الملاحم في رفح.. مروان الذي قال رسالته..  و لعله حصل على تطمينات و ضمانات و وعود, سيكون سعيداً لو إمتنعَ البعض عن محاولة إدانة عملية ناجحة و مؤثرة كعملية رفح الشجاعة, التي وقعت على أرض فلسطينية محتلة , يملك شعبها حق المقاومة المشروعة , إستناداً إلى المواثيق و المعاهدات الدولية.

 

___________________
سليمان نزال
13.12.2004