مجازر و إنتخابات..
قـلم : سـليـمان نــزال
دماءٌ عربيةٌ زكيةٌ طاهرةٌ, تدافعُ عن الغالي و النفيس, في الوطن العربي الجريح, بفلسطين الإنتفاضة و البطولات, في عراق الشموخ و المقاومة..كلُّ قطرةِ دم تواجهُ دبابة غزاة أشرار , تتصدى للهجمة الإمبريالية الصهيونية المسعورة, تتمسك بأهدافها السيادية, تسعى إلى التحرر و النهوض و التقدم, تتحوَّل إلى أوسمة و لآلى تزيَّن صدورَ الشهداء البواسل..تيجان عز و إفتخار فوق الجباه المحاربة العزيزة الصامدة في أعالي الرباط و في الرافدين.. و دماء لإبرياء عراقيين و فلسطينيين تُدخلها الجرائم و المجازر و الصواريخ الأمريكية و الصهيونية دائرةَ المنافسات و المزايدات في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية و العروبةُ تتفرج من ثقوب التواري و الصمت البغيض..
كم صوتاً في قطرة الدم الواحدة.. يا غزة هاشم., أيتها الشجاعية.. يا جنين.. يا رفح. يا نابلس.. يا مخيم بلاطة.. يا مخيم جباليا.. يا كل فلسطيننا.. و يا أيتها الفلوجة المقدسة و النجف الأشرف و مدينة تل عفر و مدينة الصدر و الأعظمية و الموصل و بغداد.. يا كل العراق المقاوم؟
كم هو عدد الأصوات الإنتخابية التي يسعى الأمريكان و الصهاينة و أتباعهم.. إلى جمعها و حصدها في المجازر و المذابح المتتالية التي تُرتكب ضد شعبي فلسطين و العراق؟
كم مجزرة تحتاج جيوش و أساطيل و طائرات بوش و الإدارة الأمريكية المتحالفة عضوياً مع الصهاينة و السفاح شارون إلى إقترافها بحق أمتنا العربية كي يضمنَ بوش فوزه على منافسه الديمقراطي, كيري؟
و بما أن معظم شهداء مدن الفلوجة وتل عفر و الصدر ..هم من الأطفال و النساء-كما في مدن ومخيمات و قرى فلسطين- هل يتساوى صوت الطفل ضحية القصف الأمريكي الأعمى الحاقد مع صوت رجل عراقي بالغ قٌتل مع عائلته نتيجة قصف بيته في الغارات الأمريكية التي تستهدف المدنيين..
قصف مبصر أيضا و واع لأهدافه و مخططاته, يستهين بالدم العربي, يصوب قنابله للمستقبل العربي, لكل رغبة في الإنعتاق و التخلص من معيقات و أزمات التبعية و التخلف و الفقر و الجهل و مختلف أمراض السجن العالمثالثي..حيث كل إنسان عربي ومسلم يواجه حكماً بالمؤبد.. لكن الكثيرين لا يشعرون!
و قد طوى الغزاة الأمريكان الصفحة الأولى من خسائر جنودهم في العراق, كما جاء في إعلان "البنتاغون", و هم يفتحون صفحة سقوطهم في وحل العراق, وصولاً إلى فداحة و ضربات الألف الثانية, تدخل دماء الجنود الأمريكان و المرتزقة الذين يحاربون في صفوفهم طمعاً في الحصول على الجنسية الأمريكية, سوق الصراع على الرئاسة بين الجمهورين و الديمقراطين.
كما تستثمر الإدارة الأمركية أوجاع و آلام و مصائب العراقيين, في مناورات إنتخابية , في إستثمارات و إحتكارات و سرقات نفطية وتجارية..يلجأ الصهاينة, بقيادة المجرم شارون, إلى إطلاق النار على كلِّ فكرة "سلامية" و تعطيل كل مبادرة للتهدئة, فتتواصل سلسلة مجازره ومذابحه اليومية ضد الشعب الفلسطيني, و يستهدف التخريب و التشويش على الإنتخابات الفلسطينية التي حظيت بدعم كل الفصائل الفلسطينية و الوطنية و الإسلامية.
دم في العراق الأابي يُراد له أن يتحول إلى أوراق إنتخابية توضع في صناديق الغطرسة و الهيمنة و الكذب و التلفيق, بمشاركة صهيونية, و دم في فلسطين يُسفك, لإكراه الشعب الفلسطيني على التنازل عن أهدافه و ثوابته المقدسة في إنتزاع الحرية و حق العودة و الإستقلال التام و بناء الدولة الفلسطينية المستقلة عاصمتها القدس الشريف.
و يظل الدم العربي المُراق في مدارات الشرف و العزة و البسالة و التضحيات النبيلة, يصرخ في الواقع العربي, يطالب بتغييره, و يسأل عن المستقبل العربي و صورته, و يحزنه و يغضبه أن لا يجد دماً صديقا يسأل عن دمه.
سليمان نزال
تاريخ النشر : 13:33 09.09.04