وطَني لليهودِ أمسى جَهَنَّمْ
كلُّ مَن داسَ تُرْبَهُ يَتَفَحَّمْ
نَطَقَ الصَّخْرُ يا يهودُ وذا الغَرْقّدُ
رَغْمَ السُّكوتِ أضْحى كَعَنْدَمْ
* * *
وطني يا مِصْباحَ روحي وقلبي
يا مُضيئا عيشي اذا العيشُ أظَلمْ
انا لولاكَ ماتَ فيَّ شُعوري
وَطُموحي الى الحياةِ تَحَطَّمْ
وطني أنتَ في الحياة وجودي
انا لولاكَ من زمانٍ مُعْدَمْ
وطني كل لحظةٍ من حياتي
لم اقَدّسْ ذكراكَ فيها أنْدمْ
كيفَ لا والمساءُ فيكَ تغنى
كيف لا والصباحُ فيك تَرنَّمْ
كيفَ.. والليل من حَواليكَ يلهو
كلما نِْمتَ نام كالطفلِ يَحلمْ
يا فلسطينُ يا عروسَ الأغاني
رغم طول الفراق ما زلتُ مُغرَمْ
انتِ نورُ العيونِ مني واغلى
انتِ احلى من كلِّ حُلوٍ وأوْسَمْ
انتِ يا بسمةَ الطفولةِ طُهراً
انتِ يا ضِحكةَ الغديِر وأنْعَمْ
كلما أشرقَ الصباحُ وَغنّى
شيَّد الصبحُ ما بقلبي تَهدَّمْ
واذا غنَّتِ الغُصونُ ومالتْ
ذكَّرَتْني بِشَعْبِكِ المُتَبسِّمْ
* * *
انتَ جبّارٌ ايها الشعبُ دوما
وعظيمٌ وفي صُمودكَ أعظَمْ
وَعَنيدٌ بوجه كل المنايا
تتصدى لكل طاغٍ وَمُجْرِمْ
وبرَغمِ النيران من كل صوبٍ
تتمشى كعاشقٍ مُتَرنِّمْ
المنى فيكَ والاغاني تعالى
تحت قَصْفٍ من الجحيم المُؤلمْ
انتَ حيٌّ تلقى الحياةَ بثغرٍ
باسمٍ في وجه الردى المُتَجَهِّمْ
وَ كمالطفلِ حالمٌ لا تُبالي
ضَحِكَ الكونُ امْ شَكا وَتألَّمْ
* * *
وطَني لليهودِ أمسى جَهَنَّمْ
كلُّ مَن داسَ تُرْبَهُ يَتَفَحَّمْ
نَطَقَ الصَّخْرُ يا يهودُ وذا الغَرْقّدُ
رَغْمَ السُّكوتِ أضْحى كَعَنْدَمْ
عبدالوهاب القطب ـ الولايات المتحدة
تاريخ النشر : 28.01.2005