سحقا وبعدا لكم يا أيها العرب
شـعر : عبدالوهاب القطب

عبدالوهاب القطب

تلك الدماءُ بقلبِ القدسِ تنْسَكبُ والعرضُ مُنتَهكٌ فيها ومُغْتَصَبُ والطفلُ يُقْتلُ في أفناءِ منزِلهِ والتّينُ يُحرَقُ والزيتونُ والعِنَبُ والأفْقُ يسْكُبُ نيراناً مُدَفَّقَةً كأنّها سُحُبٌ في إثْرِها سُحُبُ ومُهجةُ الشمسِ غاضتْ في مشارقِها من شدَّةِ الحَرِّ في أرْواحِ مَن غَرُبوا وذاك شارونُ في الاقصى مشى ثَمِلاً وَحولهُ نُدماء الصلحِ قد شربوا قد حطَّمَ الناسَ والأكوابَ قاطبةً فلذَّةُ الشُّرْبِ لا تحلو ولا صَخَبُ يمشي على ساحةِ الاقصى بلا وَجَلٍ قد نامَتِ العُرْبُ لا تصحو ولا تَثِبُ سَحقاً وبُعداً لكم يا ايها العربُ اضحوكةٌ انتمُ ضجَّت بها الحُقبُ مسامعُ الدهرِ سُدَّتْ عن مَفاخِرِكم امّا المَخازي فعنها ضاقَت ِالكُتُبُ اني اذا ذكر الاقوامُ اسمكمُ طأطأتُ رأسي من الإحراج يا عَربُ فَأنتُمُ شَرفاً بِتُّمْ كَعاهِرَةٍ حاضت ولكنها قامتْ بما يجِبُ وَانتمُ نخوَةً صِرتُم كَسنْبلةٍ مرفوعةِ الرأسِ للإهدارِ تَنتَصِبُ وانتمُ قُدُماً كالتَّيسِ مَذْهبُكُم عَزْمٌ مريضٌ ولكنْ ما له سَببُ لا يُرتجى لكمُ حسٌّ ولا غَضبٌ فانتمُ البُهمُ لا حِسٌّ ولا غَضبُ تزايدَ الخيرُ لا من شُكرِ شاكرِهِم كأنَّما اللهُ يُعطي كلما طَلبوا فالمالُ في الغربِ قد ضاقت خزائنُهُ والنفطُ في الشرقِ لا يخبو له لَهبُ يا من تدقّونَ خازوقاً بنا زَمَنا أتْعبْتُمونا الى أنْ ملَّنا التَعبُ رِفقاً بنا إصْمِتوا ما أوْقَحَنَّكُمُ خمسونَ عاماً مضت والقدسُ تَنتَحبُ وأنتمُ أنتمُ ما بينَ مُلتَمِسٍ صُلحاً وَمُرْتَجِلٍ طابت لهُ الخُطَبُ اليومَ قد أدرَكَ التاريخ أنَّكمُ ضَفادِعٌ من صَدى أصواتِها تَثِبُ
عبدالوهاب القطب ـ الولايات المتحدة

تاريخ النشر : 19.12.2004