عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
شـعر : عبدالوهاب القطب

عبدالوهاب القطب

انا ابْنُ بيسانَ من بيسانَ مَطرودُ مالي (أراني عصِيَّ الدَّمعِ) أنْضَبِهِ أجَفَّ دَمْعِيَ أَمْ في القَلْبِ موْؤودُ؟ وَناحَتِ الطَّيرُ في الآفاقِ راحلةً أمْ أوجَعَ القلبَ لحْنٌ منْكَ مَعْهودُ؟ يا طارِقاً بابَ دارٍ ما دُعيتَ لها أُغرُبْ !فقلبيَ مثلُ البابِ مَوصودُ أجئتَ تبكي على بيسانَ إذ رَحَلَتْ عنها الجُدودُ الأماجيدُ الصَّناديدُ فَدَنَّسَتها يهودُ الأرضِ قاطِبَةً وَرَوَّعَتْها الزَّناديقُ المَناكيدُ بيسانُ يا أرضَ أجدادي ولُؤْلؤتي الليلُ بعدكِ آهاتٌ وتَسْهيدُ والعيْشُ دونَكِ لا شَوقٌ ولا أَمَلٌ ماتَ الطُّموحُ وفاتَتْني المواعيدُ مَصَّتْ شِفاهِيَ أنّاتُ الأسى وَنَأتْ عنّي الأماني وغاضَتْ بِيْ الأغاريدُ يا زائِري أوَ شعراً رَقَّ قافِيَةً ما قُلتَه أمْ أسىً... فالحِسُّ مفقودُ هيَّجتَ بي ذكرياتٍ في دمي خَمَدَتْ ما خِلْتُ تُوْقظُها منكَ الأناشيدُ يا عيدُ تأتي فَتَأتينا طُفولَتَُنا كَطائِرٍ مَا لَهُ في الدَّوْحِ تَغْريدُ خَلِّ ابْتِسامَكَ لِلخالي وَمَنْ فَرِحُوا إنَّ التَّبَسُّمَ في التَّشْريدِ تَفْنِيدُ ما زِلتُ بِالهمِّ والاحزانِ مُنْطَرِحَاً كأنَّني بِحِبالِ اليَأْسِ مَشْدودُ يا عيدُ عَرِّجْ على الاطفالِ في بَلَدي ألَمْ أقُلْ لَكَ أنّي شِبْتُ يا عيدُ؟؟


عبدالوهاب القطب ـ الولايات المتحدة

تاريخ النشر : 13.11.2004