أَدَمْعكَ سبَّبتهُ الذكريـاتُ أَمِ المُبكيكَ دجلةُ والفراتُ
وسكينٌ مشت في عمق نفسي أَمِ الدمُ في العراق له قناةُ
ومازجَ أدْمُعي مِلحٌ وصابٌ أمِ الفمُ عوَّدَتهُ التَّجْرُباتُ
بَكيتكَ يا عراقُ بكا ذبـيحٍ بخنجرِ أهله طَعَن الغُزاةُ
بَكيتُكَ والفؤادُ دمى لـشعبٍ اَبِيٍّ بالأصالةِ لا يُفاتُ
أتدمى يا عراقُ وفيك تُسبى نساءٌ مُسلماتٌ مُحصناتُ
أتؤكلُ يا عراقُ ولا مُغيثٌ وتنهشكَ الكلابُ الجائعاتُ
ويقضي فيك طفلٌ مات جوعا وابطُنُهم ضخامٌ مُتخماتُ
أيُحسَبُ مسلماً مَنْ بات بطْراً وجيرانٌ له في الجوع باتوا
وتصرخُ طفلةٌ وتـئنُّ أمٌّ وَتندِبُ حظها بأسىً فتاةُ
أتُبنى للصليب قُصورُ عارٍ وتُهدمُ في العراق المئذناتُ
فَأرْحِمْ بالذي طلب المنايا وتأبى أن تُفارقَهُ الحياةُ
ووا أسفا على مَُضَرٍ وَطيْءٍ رجولتَهم اماتوها وماتوا
* * *
عراقُ لَـأنتَ في الاقدام نارٌ على عَلَمٍ وشيمتك الثباتُ
فإنكَ لا تـلين لِـمُسْتبد ٍّ وترفضُ أن يعيثَ بك الطُّغاةُ
فكم زحفت عليك جيوشُ غزوٍ فلاقـتها الهزيمةُ والمماتُ
سَتندمُ يا ابنَ بوشٍ وابنَ شُؤمٍ وتخذلك الأماني الكاذباتُ
فإنَّ الظلمَ مرتعُهُ وخيم ٌ وإن الحقَّ مرتعُهُ الحياةُ
فما دامتْ لأهل الظلمِ ريحٌ ولا ضاعتْ لِمظلومٍ شكاةُ
عبدالوهاب القطب ـ الولايات المتحدة
تاريخ النشر : 03.01.2005