القاهرة تحتضن مجموعته القصصية الأولى!
الشاعر سليمان نزال يتحسس قلب الحكاية فى "لينا والبرتقال"

 

القاهرة – أشرف شهاب:
صورة لغلاف "لينا والبرتقال"

صدرت قبل أيام قليلة فى القاهرة عن دار نشر "نفرو" (نفرو تعنى الجمال باللغة الفرعونية القديمة) التى يمتلكها ويديرها الشاعر المصرى المبدع محمد الحسينى المجموعة القصصية الأولى للشاعر والكاتب الفلسطينى "سليمان نزال" تحت عنوان "لينا والبرتقال".

 

من أجواء المجموعة التى ضمت ثلاثين قصة نذكر أحد المقاطع من قصة "لينا والبرتقال: التى حملت المجموعة اسمها: "وتذهب إلى جهة القصد مجبولا بالترقب.. قطار فى ذاكرتك يسير.. وأنت فى القطار تمضى إلى جهة القصد.. لم يقدمها أحد إليك.. تمددت أضلاع دهشتك، فعرفتها بحواسك القروية.. وحين صافحتها تركت فى يدها رسالة دافئة.. لم تسحب يدها من يدك.. ابتسم الأصدقاء، تهامسوا..

 

تقرأ مقاطع من جرحك، وتترك ضاحية التمنى، وتقفل راجعا إلى صرخاتك اليومية.. والشتات..

 

تحضر وتغيب.. فى ساعات البرتقال تراها.. فى أوقات التراجع والحسابات الباردة تختفى.. أفكار وأمواج.. والرحلة لا تنتهى فى أعماق السؤال".

 

وفى مقطع من قصة "المفاتيح"  وهى القصة الرابعة عشرة فى المجموعة.. نقرأ:

 

"عائدا من جرح المدينة إلى جرح الصمت.. أصعد درجات الشتات.. أصل الشرنقة.. أقف على عتباتها.. أدخل يدى فى جيب سترتى الزيتونية بحثا عن مفتاح.. أكتشف ضياعه فى طريق.. يكتشف القلق حيرتى.. أضرب الباب بقبضتى الغاضبة.. ثم أركله بقدمى.. ضربات متلاحقة.. يتهمنى الجار التركى بالإزعاج.. أشرح له المشكلة.. يأتى معى.. يجرب مفاتيحه.. باب الشرنقة لا يستجيب".

 

وفى مقطع آخر من نفس القصة نقرأ:

 

"أتحسس قلب الحكاية.. أشعر أنى امتلكت مفاتيح البوح.. أبصرها تتوهج على الأغصان.. على البيادر.. أحمل بيدى حفنة قمح، أجدها ثقيلة.. يتبين لى أنها تحتوى على بضعة مفاتيح ملونة، تتوهج".

 

المجموعة التى ضمت ثلاثين قصة صدرت بغلاف بديع يحمل توقيع الفنان التشكيلى الكبير "عمر جهان"، وهى تحمل بين دفتيها مجموعة من القصص التى تحمل حكايات الجدة التى روتها لحفيدها فى الشتات، وحكايات عن انتفاضة الشعب الفلسطينى، ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين فى المهاجر البعيدة. كما تعبر فى أحوال أخرى عن حالات عشق متوهجة، تحمل الحنين إلى الوطن السليب، وتتمسك بحق العودة إلى أرض البرتقال والزيتون.. والبطولات والملاحم.. أرض اللوز والكبرياء، والصمود والمقاومة..

 

المجموعة جاءت متميزة حسب شهادة النقاد من حيث لغتها الشعرية، وتماسكها، وقدرتها على اجتذاب القارىء ليذوب بين سطورها.. إلى الحد الذى يجعله يتوحد مع حالاتها..

 

سليمان نزال، أحد فرسان مجلة "ديوان العرب" من مواليد مخيم "برج الشمالى" القريب من مدينة صور اللبنانية، وهو مقيم فى الدنمارك منذ 1987، بعد رحلة طويلة تنقل خلالها دارسا ومناضلا فى سبيل قضيته ما بين دول مختلفة، حتى استقر به المقام فى مدينة "آرهوس" العاصمة الثقافية للدنمارك، حيث يدير مع مجموعة من أصدقائه "نادى الشعر". وقد صدرت له قبل ذلك ثلاث مجموعات شعرية باللغة الدنماركية، ويعكف حاليا على وضع اللمسات النهائية لمجموعتين شعريتين جديدتين واحدة باللغة العربية، والأخرى بالدنماركية.