درس خصوصي
قصة قصيرة بقلم : نزار بهاء الدين الزين *


        أبو جميل مدرس رياضيات معروف و محبوب من قبل سكان العمارة و مشهور على مستوى الحي ،
و عائلة أبو سليم على علاقة حميمة مع عائلته ؛ و من هذا المنطلق فعندما شعرت روان إبنة أبو سليم بتقصيرها بمادة الرياضيات - و هي على وشك خوض إمتحانات الثانوية العامة - طالبت ذويها بالتسجيل في معهد خاص للحصول على دروس إضافية قد تساعدها .
ابتسمت والدتها و هي تقول لها : " أتذهبين إلى المعهد و جارنا أبو جميل موجود ؟ "

* * * * *

كان الدرس الأول مشجعا ،
و لكن ...
و لكن خلال الدرس الثاني و بعد أن أمر أفراد عائلته بالامتناع عن دخول غرفة الجلوس لأي سبب كان ، خشية التشويش على الطالبة و تشتيت إنتباهها ؛ جلس الأستاذ أبو جميل إلى جوار روان ،
اقترب منها أكثر،
تسلل حتى التصق بها أكثر ،
وضع يده فوق كتفيها ،
أزاحت يده بلطف ،
لم تسئ به الظن بداية ، فقد تكون حركة غير مقصودة ..
و لكنه بعد دقائق أعاد الكرة ..
ثم بكل قحة مد يده الأخرى فوضعها فوق ساقها ...
هنا أحست أن في الأمر سوء نية ....
فانتفضت غاضبة ..
ثم هبت واقفة مقطبة ،
ثم أغلقت كتابها و دفاترها ؛
ثم حملتها و انصرفت دون إستئذان ..

* * * * *

لم تفه بكلمة واحدة عندما التقت أمها ،
و لكن الأستاذ أبو جميل إتصل بوالدتها ....
مؤكدا لها أن روان طالبة كسولة ،
و أنها أيضا غير مهذبة فقد غاردته دون إستئذان ،
و أنه غير متفائل بنجاحها في الثانوية العامة ،
و لكن روان رفضت الرد على تساؤلات أمها ، أو التعقيب على إفتراءات الأستاذ المبجل أو على خسته ،
فحتى لو باحت بسرها ، فلن يصدقها أحد ، أو هكذا ظنت !
ثم أصرت على الذهاب إلى المعهد الخاص!

* * * * *

في اليوم التالي ارتدت سهير - إبنة الأستاذ أبو جميل - ثيابها و توجهت نحو الباب ،
يسألها والدها : إلى أين ؟
تجيبه مبتسمة : ذاهبة لزيارة روان و سوف نتمشى معا في الضاحية ، و قد استأذنت والدتي في ذلك
يعقد جاجبيه و ينذرها جادّا : روان ، فتاة مستهترة و أخلاقها سيئة ، أمنعك من الاختلاط بها و حتى من إلقاء التحية عليها !


* نزار بهاء الدين الزين
كاتب مغترب في أمريكا من أصل سوري
الموقع : www.FreeArabi.com
البريد : nizarzain@adelphia.net
تاريخ النشر : 03.06.2005