الفرق بين عادل إمام وعبد الله الأحمر!!!
بقلم : نضـال زايـد ـ تكساس
تاريخ النشر : 11/5/2005

الفرق بين فنان "يقبض ثمن" وقفته على خشبة المسرح وشخص "يدفع ثمن" مواقفه...فرقٌ كبير وواضح...فالفرق بين الممثل عادل إمام الذي قبض ثمن ابتساماتنا وشخص مثل رئيس مجلس النواب اليمني الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي "دفع ثمن" مواقفه الوطنية فرقٌ كبير...مع اختلاف فارق العملة.

فرقٌ في المواقف والهمة الوطنية...فرقٌ لا يدركه من اكتفى بالضحك على خشبات المسارح وبين المدرجات واعتاد تقبيل أيدي الزعماء وطويلي العمر كـ"سيد شغال" بينما كان قبل أن يلعق مواقفه الوطنية مجرد "زعيم" في مسرحية هزلية...

عادل إمام ضحك علينا وأضحكنا وأوهم الملايين بأنه "الجدع" وأنه "طائر الأحلام" وأنه "حنفي الأبهة" في "عالم الكبار"...وباعنا الموقف الوطني شعارات غير صالحة للاستهلاك البشري في مسلسل "دموع في عيون وقحة"...

جسَّد في أدواره بتميز شخصية صاحب المبدأ والموقف والقضية..الطرف المظلوم فكان أول من ظلم أبناء شعبه من الفنانين عندما هاجم المظاهرات التي خرج فيها المصريون إلى الشارع ضد الرئيس المصري حسني مبارك..وقال في مؤتمر صحافي : (إن المظاهرات الحالية التى تجرى فى مصر معادية للوطن ولا تحمى مصالحه).

وجاء ذلك فى اشارة الى التظاهرات التى تقوم بها حركة "كفاية" وجماعة الاخوان المسلمين اسبوعيا للاحتجاج على استمرار تولى الرئيس المصرى حسنى مبارك مهام رئيس الجمهورية.

عادل إمام فنان كوميدي أضحكنا لكنه ضحك علينا وأوهمنا من خلال المسرحيات والمسلسلات والأفلام أنه "جدع" وأنه "وطني" ولكن في الحقيقة هو لا يخفي ميله نحو التطبيع والسلام ويعارض نظرية اللاءات الثلاث، بل لا يخفي علاقته مع القنصل الإسرائيلي وميوله نحو التطبيع بدون حرج..!!

أما رئيس مجلس النواب اليمني عبد الله بن حسين الأحمر فنحنُ لا نراه كثيرا على المحطات الفضائية لكنه كان محط أنظار العرب عندما دعى الزعماء العرب والمسلمين الي نصرة الفلسطينيين بالجهاد والمال والكلمة.

الكوميدي عادل إمام في فيلمه الأخير (السفارة في العمارة) وضع "التطبيع" مع الإسرائيليين في قالب كوميدي بينما وضع عبد الله الأحمر خطا أحمر موضحا موقفه وموقف حكومته من التطبيع ففي رده علي سؤال عن تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي عن نية عشر دول عربية التطبيع مع إسرائيل وفي مقدمتها اليمن، قال الأحمر الحقيقة إن الجرأة التي يمتاز بها اليهود تجعلهم يطلقون تصريحات دون أن يأخذوا موافقة احد، تدعمهم في ذلك الاتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن معظم الدول التي أشير الي أنها ستطبع مع إسرائيل لايمكن أن تطبع بما فيها اليمن .

خرق عبد الله الأحمر حاجز الصمت ورفض أن يكون "شاهد ما شافش حاجة" وهو يرى بأم عينيه الأخطار التي تهدد أولى القبلتين مهبط الأديان...ودعى إلى الجهاد بكافة أشكاله...

أما (عدولة) كما يحلو لزملائه أن ينادوه، فهو (مش بتاع مشاكل) ويخشى على السياحة في مصر...ويخشى على (الموسم) فهو يرى أن السلام هو الأنسب وهو الأسلم حتى لو كان على حساب الشعب الفلسطيني أوالشعب المصري الذي خرج إلى الشارع الذي صنع نجومية "عادل إمام" وقال "كفاية".

عادل إمام الذي أحبه المصريون والعرب يتخذ الآن موقف كثيرا من الزعماء العرب ويطلق تصريحاته من برجه العاجي غير مكترث لمعاناة المصريين البسطاء الذين كانوا يرفعون صوره عالياً كلما مرّ من حارتهم.

عادل إمام وجه تحية في مؤتمره الصحفي إلى وزير الداخلية المصري الذي سارع بالقبض على أعضاء "الخلية الإرهابية" ولبس إمام عباءة الحكومة فكان جمهورياً أكثر من الرئيس نفسه ليناقض الصورة التي حملها البسطاء والغلابة لفنانهم المحبوب.

أما رئيس مجلس النواب اليمني ورغم علاقته الجيدة بالحكام والزعماء والقادة العرب فإنه قال: (إن الحكام العرب أرادوا لأنفسهم الذل والاستسلام رغم أنهم قادرون علي عمل شي تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لانتهاكات يومية من قبل اليهود وبأيديهم أوراق كثيرة وفي مقدمتها الضغط علي أمريكا التي تعد الراعي الأول للإرهاب في العالم) .

لكن الاحمر، الذي يشغل أيضا منصب رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة القدس في اليمن استدرك أنه ما زالت هناك بقية من حكام العرب يؤمل في وقوفهم الي جانب الفلسطينيين .

----------------------------
نضال زايد - صحافي وكاتب مقيم في تكساس - nzayid@sharqgarb.com