قبل فترة أعلنت الجامعات والمعاهد البريطانية مقاطعتها رسميا للجامعات والمعاهد الإسرائيلية احتجاجا على ممارسات الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني. وقد لاقى القرار المذكور ترحيبا فلسطينيا وعربيا وبنفس الوقت سخطا ومعارضة من جانب المنظمات الصهيونية واليهودية وأصدقاء الكيان الإسرائيلي في بريطانيا. كما قال بعض الصهاينة والمتصهينين في إنكلترا بلهجة تحدي وثقة أن القرار سوف يلغى. وبالفعل استطاع هؤلاء الحصول على موافقة بعقد اجتماع استثنائي في نهاية الشهر الجاري لإعادة النظر في القرار.ترافق ذلك مع توقيع سري نسيبة على جريمته الجديدة، ومع دعوات الصهاينة قبيل انعقاد الاجتماع المذكور بأيام معدودة.
وقع سري نسيبة اتفاقا للتعاون بين الجامعة التي يرئسها في القدس المحتلة و الجامعة العبرية.وبحسب المراقبين فان القضية ليست تعليمية ولا هي أكاديمية بل سياسية إنقاذية للاحتلال ومحرجة للمؤيدين للقضية الفلسطينية في أوروبا والعالم، بحيث بامكان أنصار إسرائيل والصهاينة التسلح بمواقف سري نسيبة، إذ يمكنهم العودة إلى المثل العربي القائل" وشهد شاهد من أهله" مع ان نسيبة ليس من أهل الشهامة ولا هو ممن يحفظون الأمانة...
تعتبر هدية سري نسيبة للصهاينة وحلفائهم طعنة قوية و حادة كذلك جريمة بشعة بحق الفلسطينيين وحلفائهم في إنكلترا وأوروبا والعالم،خاصة أنها جاءت من شخص مفترض انه فلسطيني ومحسوب على شعبنا وجهاً وطنياً مقدسياً، كذلك من قادة منظمة التحرير الفلسطينية.مع العلم انه من قادة المصادفة الذين صنعتهم القيادة التي كانت تتحكم وتتنفذ في المنظمة. إن جريمة أو هدية نسيبة تلك ستعطي الصهاينة وأعوانهم دفعة قوية في محاولاتهم إفشال قرارات مقاطعة إسرائيل في أوروبا والعالم،ولا يمكن وصف اتفاقية نسيبة مع الجامعة العبرية سوى بالجريمة النكراء. ولو كان لدى الفلسطينيين دولة مستقلة و قضاء عادل وحر ونزيه لتوجب محاكمة سري نسيبة بتهمة الخيانة العظمى.
إن توقيع سري نسيبة على الاتفاقية التعاونية مع الجامعة العبرية سيكون ورقة قوية بيد الصهاينة وأصدقائهم في العالم وسوف يستعملونها ضد تيار المقاطعة الذي يعمل في العالم ليل نهار من اجل القضية الفلسطينية. واليوم 26 أيار-مايو 2005 سوف نرى نتائج اتفاقية سري نسيبة على الأرض في بريطانيا. وقد تكون تلك الاتفاقية سببا في تراجع الضغط الكبير الذي تتعرض له حكومة الاحتلال ونظام الابارتهايد الصهيوني في فلسطين المحتلة. لكننا نتمنى أن تبقى الغلبة لصوت العدل والحق والحرية الذي تبناه آلاف الأكاديميين البريطانيين المنتمين لفلسطين وقضيتها أكثر من سري نسيبة وأمثاله من الموبوءين بالتعايش على حساب الفلسطينيين. ولو أن سري نسيبة يملك ذرة انتماء وطني لما أقدم على فعلته الشنيعة، لأن لجان المقاطعة في أوروبا والعالم عملت وتعمل على ذلك منذ عشرات السنين، كما أنها قدمت تضحيات جمة في سبيل تحقيق مقاطعة كيان الاحتلال. أما هو فماذا قدم لقضية فلسطين سوى المبادرات المشبوهة والاتفاقيات الملعونة والسمسرة، تلك المهنة التي يجيدها منذ عرفناه في زمن الانتفاضة الأولى.
سري نسيبة ليس حالة شخصية فهو بالون اختبارات للسلطة الفلسطينية و كذلك عند الاحتلال وقتما تقتضي الحاجة، حيث يتم استعماله في خدمة مشاريع إسرائيلية تضر بالمصالح الفلسطينية. لذلك مطلوب من السلطة الفلسطينية محاسبته أو رفع الغطاء عنه، ومن منظمة التحرير الفلسطينية فصله من عضويتها والتحقيق معه حول أسباب قيامه بالإساءة والإضرار بالمصالح الوطنية الفلسطينية العليا. نوجه الكلام أعلاه إلى شرفاء حركة فتح ونطالبهم بالضغط على قيادتهم وقيادة السلطة الفلسطينية من اجل فصل سري نسيبة وتوجيه اتهامات له على خلفية فعلته الشنيعة. ونقول لهم أن المسئولية الوطنية والأخلاقية تحتم محاسبة سري نسيبة كي يكون عبرة للذين يتاجرون بالحقوق الفلسطينية وبالإنجازات الوطنية والأخرى التي تحققها لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني في العالم عبر تأكيد مبدأ المقاطعة وعزل إسرائيل اقتصاديا وسياسيا وفرض حصار عليها رسمي وشعبي أوروبي وعالمي. ويجب على الفلسطينيين شعبا وقيادة أن يدركوا أن أمثال سري نسيبة يقومون بأعمالهم السياسية تلك خدمة لمصالح الأعداء، ويلحقون أشد الضرر بالمصالح الأساسية للشعب الفلسطيني، لذا فان أي محاولة للقول انه اجتهاد شخصي وتصرف فردي مرفوضة تماما، وهي تصب في نفس قناة التخريب التي صبت فيها اتفاقية نسيبة مع الجامعة العبرية.لذا يتوجب على الشعب الفلسطيني المطالبة بطرد سري نسيبة من كافة مناصبه في مؤسسات السلطة الفلسطينية و م ت ف. وكل ما له صلة بالطرفين.
سري نسيبة وأمثاله من أوباش السلام الملعون،هؤلاء الذين يعتاشون على مص دماء أبناء الشعب الفلسطيني والاتجار بقضيته وحقوقه الوطنية. شيء مخجل أنهم لازالوا أحرارا بيننا، فهل بعد تلك الأفعال يجوز تركهم طلقاء؟.. هؤلاء لا يمتون لفلسطين بصلة، هؤلاء همهم البيع والشراء والمتاجرة بفلسطين سرا وعلانية. ولو أنهم سمعوا وقدروا ما قالته مؤخرا في الناصرة المحامية فيليسيا لانغر حول إسرائيل وحقوق الإنسان الفلسطيني،لكانوا شعروا بانها فلسطينية اكثر منهم بكثير وبأنهم هم سدنة للصهيونية العالمية. فقد قالت المحامية فيليسيا لانغر: " من قال ان على الفلسطينيين تبني كارثة اليهود في ألمانيا، إسرائيل تسمسر بكارثة اليهود ولا تدعوا أحداً يبتزكم في هذه القضية". هذه المحامية الأممية التي كانت أعدت دراسة قانونية مستفيضة حول جرائم الحرب الإسرائيلية وقدمتها لجماعة اوسلو من الفلسطينيين حيث رفض هؤلاء تبنيها بحجة عدم إحراج شركائهم في سلام الشجعان. هذه المناصرة لقضيتنا تقول هذا الكلام بينما سري نسيبة ابن القدس الشرقية التي يريدها شارون وكل الصهاينة من خلفه مع القدس الغربية عاصمة موحدة لدولتهم الدخيلة، هذا نسيبة يقوم بدور المنقذ للجامعات الصهيونية.ولم يكفه خيانته لشعبه ولمناصري القضية الفلسطينية في بريطانيا والعالم، بل ذهب ابعد من ذلك حين انتقد قرار المقاطعة الذي اتخذته نقابة المحاضرين البريطانيين. فهل يكتفي الفلسطينيون المطالبة بإقالته وطرده من وظيفته؟ اعتقد أن عليهم أيضا واجب محاكمته..
www.safsaf.org نضـال حمد ـ عضو تجمع الكتاب والأدباء الفلسطينيين
26/05/2005