فوائـد الخـل
بقلم : نضال حمد ـ اوسلو
يقول العرب دود الخل منه وفيه، وهذا المثال يتحدث عن الخراب من داخل الشيء نفسه، ويمكن استعماله في وصف حالات كثيرة منها حالتنا الفلسطينية خاصة وأحوالنا العربية عامة، خاصة في هذه الأيام الحبلى بالمفاجآت. فسرعة تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ليست وليدة الصدفة ولا هي فقط بفضل الاحتلال الصهيوني الذي يعيث في تلك الأرض فسادا. لكن هناك كذلك الفساد والإفساد ومدرسة التخريب والخراب التي عرفتها الساحة الفلسطينية منذ سيطرة حركة واحدة على مقدرات منظمة التحرير الفلسطينية، حيث كانت هذه المنظمة مؤهلة لان تكون الدولة، لكن لا المنظمة بقيت ولا الدولة قامت، غابت القضية وبقيت الكوفية، وبقي الشعب ينشد عالرباعية، عالرباعية نحن ما بنام عالغلوبية...
عرف عن الخل قديما أنه مادة للشفاء من بعض الأمراض مثل تسكين آلام الأسنان وكعلاج للكوليسترول والصداع المزمن ومساهمته بالقضاء على الميكروبات الضارة وتخليص الجسم من الدهون. هذا من ناحية الخل أما من ناحية الخلل الذي تعيشه الساحة الفلسطينية فانه من الصعب على المرء مسايرة السلطة الفلسطينية في مسيرتها التي توجت بأحداث غزة مؤخرا. لأن الخلل في رأس السلطة وفي طريقة عمل عقلها،ولا يمكن القفز فوق رئيس السلطة الفلسطينية ومحاسبة الأقزام الذين صنعهم هو ووضعهم كطوق النجاة من حوله. المشكلة أيها السادة ليست في العبيد فقط لا غير بل موجودة في السيد الذي جعل منهم عبيدا لكل ذي مال وجاه وسلطان.
هؤلاء المستعبدون في عصر ثورات مطعونة من الخلف ومغدورة من الداخل، لم يخدموا بلادهم ولا شعبهم، بل كانوا ولازالوا حجر عثرة في طريق الثورة المأثورة.حتى الخل لا ينفع في تسكين آلام الشعب الفلسطيني ولا في إزالة تلك الدهون الزائدة ولا في القضاء على الميكروبات الضارة، فقد أصبحت تلك العوارض من الأشياء الثابتة في سلطة كانت تمنع الخل من البوح بالحقائق للخلان، وبفضلها تفشت الأمراض المعدية والخطيرة في الجسد مما جعل إمكانية العلاج غير متوفرة، لذا يبقى على الشعب الفلسطيني أن يجرب العلاج العربي وهو الكيّ بالنار.
بحسب خبراء التغذية فان القدماء كانوا يقومون بإعطاء الطيور قليلا من الخل قبل ذبحها لإزالة الدهون الزائدة منها.أما في هذه الأيام حيث يقوم الاحتلال بذبح الشعب الفلسطيني بدون خل، ثم يتركه ينزف دماً وطاقات ودهون زائدة حتى الموت، لا يهم الذين ساهموا ويساهموا في المذبحة، وهؤلاء منهم خبراء التعمية في السلطة الفلسطينية، تسببوا في زيادة الإصابة بحالات الوهن والقنوط من خلال تعميمهم وتوزيعهم لتقارير علمية كاذبة وغير صحيحة. كانت تلك التقارير تصدر عن ورشات عمل إعلامية لا علاقة لها بالمختبرات العلمية، بل هي تعتمد في طريقة عملها على تجاربها الجهنمية وأساليبها المخابراتية في شراء الذمم والعقول وتغييبها.
ويعود التدهور الحاصل في السلطة الفلسطينية ومناطقها المستباحة لتناول كميات كبيرة من الخل الأمريكي والصهيوني الذي يسبب أمراض ومشكلات صحية في الكبد ويغير حموضة المعدة. وقد رأينا كيف تغيرت حلاوة الناس في غزة فأصبحت حموضة، وكيف اصفرت وجوه البشر بعدما رأوا التآمر بأم أعينهم على الحجر والشجر والخبر والبشر .. فبدلا من تناول شيء قليل ومعقول من الخل المقبول كانت السلطة تضع على صحون السلطات نصف فنجان خل إفرنجي أو يهودي معتق، مع أن العلم يقول ملعقة أو أزيد قليلا من الخل البلدي المقبول.
يستعمل الخل لخفض الوزن وبما أن أوزان أهل السلطة في فلسطين أصبحت من وزن الذبابة والريشة، فليس من المعقول أن ندعهم يشربون خلا إضافيا يذهب بما تبقى من أوزانهم. لكننا نفيدهم بالقول أن الخل يستعمل لآلم الحلق لكنه لا يخفف من آلام الخلق. كما انه وصفة لدوالي الساق، يمكن تدليك السيقان المعرّشة به مرة صباحا وأخرى مساء، وبعد شهرين ستتحسن حالة الدالية على ساقك الغالية.
أما أهل السلطة فأن اخل بهم الجسد في حالة القيء والإسهال يجب أن يشرب لمدة ثلاثة أو أربعة أيام متتالية بمقدار ملعقة واحدة لكل كوب ماء، وبما أن معظم وزراء سلطتنا مصابون بوباء الإسهال الكلامي والتقيؤ على التاريخ النضالي لشعبهم الغالي، فأنهم مدعوون لتناوله بالتناوب وعلى التوالي.
يحارب الخل السعال عبر خلطه بالعسل وتناله حسب شدة السعال،أما في حالة الصداع المزمن وهذا من الصفات التي نريد أن نتعرف عليها جيدا، لأننا مصابون منذ ابتلينا بقيادتنا بالصداع المزمن، يوضع مزيج متساو من الخل والماء في إناء فوق النار إلى أن يغلي ويقوم المرضى باستنشاق البخار المتصاعد سبع مرات، أي تقريبا بعدد الأجهزة الأمنية الفلسطينية الفاسدة.
في ختام رحلتنا في رحاب الطب والى أن نلقاكم في حلقة غذائية وعلمية قادمة مع موضوع جديد يهمكم جميعا، تقبلوا تحياتنا العطرة واعملوا بنصائحنا المعقمة..
نضال حمد
تاريخ النشر : 23:49 21.07.04