مـحمد رمضـان

ريـم
بقلم : محمد رمضان


ريم أمٌّ كسائر الأمهات
و لأنها تقاوم
أفرغوا في روحها ألف رصاصة و رصاصة
ظنوها ماتت
نامت
حلمت و الشمس تغازل خصلات الندى على غدير وجهها المضيء
نظرت حولها
وجدت الينابيع و الجداول تحرسها و تمنع الوحوش الضارية و الذباب من الوصول إليها
و جريد النخيل يحرك النسمات حولها و يرسم حدود الظل الممدود
و الغزالات يرتدين العلم الحبيب و ينشدن نشيد العودة
و العصافير يلبسن أثواب الشهداء الصغار و يعزفون موسيقى الوطن
و الفراشات يحملن أكواب الرحيق الملائكي و يسقين أطفالا صغارا
رفعت رأسها ..
جلست على سرير من ريحان
تقدمت نحوها طفلة كأجمل ما تكون الورود
تحمل في يدها تاجا مطرزا بقبة الصخرة
انحنت الطفلة, قبلت يديها و وجنتيها و جبينها
وضعت التاج على رأسها
سألتها: من أنت؟؟
أنا ابنتك يا أماه....كان عمري شهورا لما نمتِ!!!
ضمتها إلى صدرها
رضعت الطفلة بقية حليبها من الصدر الشهيد!!!!
استيقظت الأم من نومها
كانت الوحوش الضارية و الذباب قد هربت من روائح العطور و الزهور الفواحة من ثرى يضم مسك الشهداء
فهي-الوحوش- لا تعيش إلا في النتن........

* إلى الام الاستشهادية ريم الرياشي التي تركت وراءها طفلة رضيعة

محمد رمضان ـ فلسطين
تاريخ النشر : 21:41 30.08.04