مـحمد رمضـان

حنظلة في شرايين المخيم
بقلم : محمد رمضان


حنظلة في شرايين المخيم كالشهد..
يتدفق....
من الوردة الحمراء يخرج .....
من دم الشهداء يرسمُ.... قناديلَ العذارى....
تـنكحُ الأرضُ عرائسَها......
كوكبة من شهداء الليل تـنجب...

من الزقاق الرحبِ في عروقنا ....
من حليب الندى التائه على حبةِ الرمان...
كما المعارجُ تتدلى....
قاب قوسين.... أو أدنى
تسقي الأرضُ دمَها...
كي تنموَ بذورُ الشهداء...
في النصف الآخر من حبة اللوز...
لتملأ الأرض رياحين
و تفاحاً و سنابل

يناجينا عشقٌ في دمهِ ....
يصرخُ فينا.....
من رصاصة غدرٍ كتبتْ:
أيها الناجي: في دم السماء أنت....
و الريشةُ بكل مكبر صوتٍ
فيها قد سُجنا....
تهمس في عيون الحزانى....
و الثكالى.....
يسجد القمح ..... للنار...
كي يرحمه الفرنُ .....
و ترحمه السنون....
و يغدو خبزاً ....
يأكله.. من قاوموا....
و لكن في رماد الفرن لا يحترق.....
كي يغدو في أجسادهم دما.....
يروي.. زهرة.. تقاوم...
يفرون نحو النار ... أزهارا عارية...
يمتطون خيول الفحم... أشجارا عارية...
من ذا يلبس النار ثوبا يا حنظلة.....
من ذا يأكل الشوك ....
يرسم من دمنا علما....
يلونه بحبر المقصلة....
برتقالات يافا .......
قتلت قبل وصول النار....
يا... للمهزلة....
و لكن....
يبقى دمك نورا....
أيها الناجي....
عشتَ .....
ما دام في دمِنا...
يسري حنظلة........

محمد رمضان ـ فلسطين

تاريخ النشر : 18:29 28.07.04