الخازوق السابع
بقلم : محمد رمضان


(1) السيف
اشترى عربي سيفا مطرزا بالذهب 
و بقايا من حكايا العرب 
كانت تعشعش في زوايا الذاكرة
و تسكن على نوافذ الأحلام 
فاشترط البائع عليه أن لا يطلق السيف صهيله إلا على الشعب
و الأرض و الثرى و العشب
فوافق و بصم 
فقال الحكيم هذا هو الخازوق الأول!!

(2) الصاروخ
و اشترى عربي صاروخا مزخرفا
 و موشوم على مرافئه علم عربي 
و يعمل قلبه بنفط عربي أبي 
فاشترط البائع عليه أن لا يستخدمه إلا ضد جيرانه الذين يتكلمون الضاد
فوافق و بصم 
فقال الحكيم هذا هو الخازوق الثاني!!

(3) المدفع
و اشترى ثالث مدفعا منمقا 
و له رونق و جمال 
و عجلتان رشيقتان 
كساقي غزالة 
فاشترط البائع عليه أن لا يستخدمه أبدا حتى يأكله الصدأ 
كما تأكل النار الحطب 
فيعود إلى الأرض التي خرج منها
فوافق و بصم  
فقال الحكيم هذا هو الخازوق الثالث!!

(4) النفط
و باع عربي من أرضه الحبلى بالحزن نفطا 
سموه يوما من بهاء الحسن و حسن البهاء  
بالذهب العربي ذي البريق و الضياء 
ففرض عليه المشتري ضريبة جديدة 
أسماها ضريبة الذهب 
مقدارها كنصف سعره
فوافق و بصم  
فقال الحكيم هذا لعمري هو الخازوق الرابع!!

(5) اتفاق
و عقد عربي اتفاقا كي يدخل به فردوسا موعودة
 مع دولة في أقاصي الكون بعيدة 
 فأبت الدولة إلا أن تدس في خبز الاتفاق 
دسم العدو اللدود بسمه الناقع
فوافق و بصم 
فقال الحكيم هذا هو الخازوق الخامس!!

(6) الذهب
اشترت الحرباء الرقطاء ألف طن من الذهب عيار (24)
 الذي تنتجه أرض بلادي المورقة الخصبة الخضراء 
بالسعر الذي تريد 
و باعته لي ثانية بألف ضعف,
فوافق و بصم  
فقال الحكيم هذا هو الخازوق السادس

(7) اغتصاب
رفع عربي سيفه الصمصام على مغتصب أمه 
دفاعا عن شرف الوردة الجورية  
فاغتصبوه و أرضه و شعبه لأنه خالف الاتفاق الذي بصم عليه  
فقال الحكيم هذا والله هو سيد الخوازيق!!
انه الخازوق السابع 
فاحتشدت الأطفال و بقايا من الغزالات تجمع ما اهترأ من سيوف 
لتعيد بما بقي فيها من أنياب ٍ 
كرامة المحزونين
و أدعياء الذكورة في غيهم سامدون 
و من وراء حجاب ٍ على مشهد اغتصاب أمهم يتفرجون!! 
فغدت الأطفال و الغزالات في منتصف الطريق
تسن السيوف بالصخر
حتى غدا يزينها الأحمر القاني
و يشعل دنياها البريق
ولا توقفها مهما تكالبت عليها 
كل الخوازيق
محمد رمضان ـ خانيونس
mohammadramadan2000@yahoo.co.uk

26.12.2004