العــار
بقلم : محمد رمضان


في غابة جميلة, يقطعها طويل نهر يتمايل بين أشجارها, تنام الغزالات البريئات ليلهن, و بالنهار يسرحن بين الورود و الرياحين, و يجمعن الطعام و يرضعن الأبناء و الأحفاد.

شيدت الغزالات مسجدا مشيدا و عامرا, كن يؤدين فيه الصلوات كلها شكرا لله و تقربا اليه. كن يجتمعن في هذا المسجد لقضاء حوائجهم و حل مشاكلهم, و كانت "حكيمتهم" تتفقدهن دوما و تزورهن في أوقات المرض و المناسبات الاجتماعية, و كانت الغزالات كلهن, يحترمن "الحكيمة" و يدينون لها بالولاء و الطاعة.

صار مجتمع الغزالات نموذجا رائعا للمجتمعات المجاورة من حمير و ذئاب و طيور و غيرها. و أصبح هذا المجتمع "بحكيمته" يمد يد العون إلى الجيران و يقدم لهم كل مساعدة ممكنة.

إغتاظ مجتمع الحمير و الذئاب من مجتمع "الغزلان" و حكيمته, و رأوا أن الحكيمة قد أصبحت تسيطر على الغابة كلها. جلس الحمير و الذئاب معا في مؤتمر "قمة" و اتخذوا عدة قرارات كان أهمها "تفريق مجتمع الغزلان" و القضاء عليه.

قال كبير الحمير: مهمتي أن أرسل عشرة حمير من عندي ليعيثوا في مراعي الغزلان و يبولوا في "مسجدهم".

رد كبير الذئاب قائلا: و أنا أرسل عشرة من الذئاب في الصباح فيأكلوا الغزالات الصغيرة , بينما تكون الغزالات الكبيرة خارجة في المراعي.

رد عليه كبير الحمير: و أنا لي أصدقاء من الغزلان سوف أدعوهم للتمرد على "الحكيمة" و هكذا نطبق مبدأ "فرق تسد".

في الصباح كانت الغزلان الخائنة تقود قطعان الحمير و الذئاب و يعيثون فسادا في غابة الغزلان و بيوتهم و مسجدهم.

كانت "الحكيمة" كعادتها تتجول في الغابة مع الغزالات الرضيعة, و رأت القتل و التدمير, حاولت الدفاع عن الغزالات الصغيرة, استماتت في القتال, أحاطت بها الذئاب من كل جانب, غرزت مخالبها و أنيابها في جسد "الحكيمة"

صرخت الغزالات الصغيرة في وجه الغزالات الخائنة :

عارٌ عليكم.....

محمد رمضان ـ غزة

06.10.2004