مـحمد رمضـان

اغتصاب
بقلم : محمد رمضان


" قـمر" تملأ كل صباح جرَّة الماء من البئر وتسقي أهل الحارة ماءً عذباً فراتا .
وقبيل الغروب تطعم دجاجاتها وتغني أغنية الوداع لشمس الأصيل ، فتـنصت إليها الطيور قبل أن تأوى إلى أوكارها ، فتنام على شدوها .
يحبها الطيبون والبسطاء في حارتها ، ويضمر لها العداء والحسد آخرون ، وهي تغني للجميع .
ويمكر الحاسدون .. ويطلبون من الغريب الأمرد حليق الشارب واللحية ذي العيون الزرقاء أن ينتظرها عند البئر ليكسر جرتها ويلوث طهرها..
وأخفوا الغريب ليلتها في بيوتهم ... وخرج في الصباح يحمل عكازه اللامع في يده متوجها نحو البئر ... والحاسدون يتهامسون وينظرون من ثقوب الأبواب والشبابيك ..
و " قـمر" كعادتها في الصباح تحمل جرَّتها على رأسها .. تمشي كغزالة ... انحنت عند البئر لتدلي جرَّتها.
اقترب منها الغريب
دعيني أملأ لك الجرة
ناولته إياها
أمسك الجرَّة
استدار
كسر الجرة فوق رأسها
استدارت هي
وجهت إليه ضربة قوية
حاول الهرب
انزلقت قدماه
سقط في البئر

محمد رمضان ـ فلسطين

تاريخ النشر : 03:37 26.07.04