مـحمد رمضـان

فـي ذكـرى حـرق الأقصـى
بقلم : محمـد رمضـان


              (1)

أيها الجرح الضاحك
على خدود المدينة
حينما يغفو
على شفتيها الحَزَنْ
(2)

و أغصانُ الناي
ينسابُ من عينيها الندى
و جدائل النهر الأصيل
تفوح من شذا عينيها أجراس الوغى
و "الناصر", تحت غيمة الحنون
يناجي الجرحَ
لا تحزنْ :
يا روح الوطنْ

(3)

و جدتي هنالك,
تذوبُ بقلبِ الكفنْ
تشمُّ السنا الفواحَ بقدسنا
يا نجمةً خبأتها في صدرها
و يا بسمةً أضاء بوجنتيها الشجنْ
تبكي و الدموعُ تيبستْ
بدرتين على القبلتين
لما نسائمُنا, اغتالتها
رياحُ الوهنْ

(4)

أشعل في روحها نارا
و هربْ
و مدادُ العين ما نشدْ
غير آيٍ من "الإسراء"
تصبُّ جامها على
سيفِ أبي لهبْ
فصهيونُ ما استباحَ
عرضَ مدينتي
بغير إذنٍ
من "رموز" العربْ

(5)

جاءت تفتش عن قلبها
بين الأصابع
و في رماد الورودْ
و في سماءات القلوب
و في خلايا العهودْ
حتى فجاة, أعلن الحطبْ
بيانه الأول و ليس الأخيرْ..
قلبُكِ
يا بنتَ العربْ
صهرتْه أحقادي
وتاه رمادُهُ
و العز فوق الذل انسكبْ
و بنيناه جبالا لكمْ
و "كبيركم" عليهِ: قد صعدْ
و مضى يبني من جماجمكم
قصورا من ذهبْ
محمد رمضان ـ فلسطين

تاريخ النشر : 17:49 22.08.04