وردة حمراء
بقلم : محمد رمضان



رفعت عينيها نحو الشمس و ألقت إليها بوردة حمراء, 
طارت الوردة في عنان السماء على جناحين صنعتهما من طين الأرض المعجون بدم أختها
 التي استشهدت بالأمس و هي تجلس على مقعدها الدراسي,

و صرخت بصوت سمعته كل الدنيا
-	أيتها الشمس أرسلي لي مع هذه الوردة حزمة نور و حزمة نار
-	انتظري قليلا 

سارت في اتجاه مقبرة الشهداء
وضعت الوردة الثانية على قبر أختها

جلست بقرب القبر تقرأ سورة "يس" على روح أختها التي لم يزل دمها الطاهر رطبا نديا
 يبلل ثرى الأرض بمسك لم يشم أهل المخيم أطيب منه قط, وتدافع الجميع كل يود أن يحتفظ
 بحبة رمل معبقة من دم " ايمان"

بينما هي كذلك تسرح في سماء الدم الندي المتناثر فوق جدائل " ايمان"
 التي تداعبها نسمات بحر يشهق و يزفر بغضب لم يشهد أهل المخيم من ذي قبل مثله
ما زالت تقرأ بدموعها آيات "يس" 
حطت أمامها الوردة التي أرسلتها قبيل قليل للشمس, 
تحمل على جناح نورا, و على جناحها الآخر حزمة نار, 
أمسكت الوردة من جناحها الأيمن فصارت الوردة نصفين, 
قبلت الوردة الطفلة قبلتين على الجبين, 
فاح عبير من الوردة و من القبر, 
انطلقت شعلة نار نحو الموقع العسكري على حدود "رفح" و الذي اغتيلت منه " ايمان", 
انطلقت من قبر أختها شعلة أخرى, 
صرخت "الله أكبر"

* ايمان الهمص التي قتلت بدم بارد, و أفرغ في جسدها النعناعي بعد موتها مخزن رشاش 
كامل في رفح, و هي تبلغ من العمر عشر سنوات, و برأت المحكمة العسكرية الصهيونية
 الضابط الذي قتلها

محمد رمضان ـ فلسطين
mohammadramadan2000@yahoo.co.uk