بكائيات رمضانية (5)
بقلم : محمد رمضان


أسعد و فادي و لبنى:

  (1)

تحية من قلبي
تتقاسم معكم
حب الرمل و الصخر
و التين و الزيتون
إليك يا لبنى
إليك يا فادي
إليك يا أسعد
إلى كل الرابضين اسودا على ثرى الأرض المباركة
و أولئك الناظرين إليها بأرواحهم و قلوبهم
و تبيت دماؤهم كل ليلة في عمق الجرح
و لا ينامون إلا على هديلها
و هديلها يتسمر على شفاههم
يتيبس بجذوره كما زيتونة تحرس الجبل
من قاتلي سوسناتنا
و هي تمسك الناي....

  (2)

وشوشتني جدتي
إن قصة الوطن الجريح طويلة
و إن العصافير الناعسة
و الزهور الصابرة
سوف تغرد من جديد
و ترسم بأجنحتها
لوحة الأرواح المتألقة
في أعشاش الموج
و صهيل الأغنيات

  (3)

امسك أوراق الزيتون وهي تغني
و أمسك الجرح و يبكي
و أمسك النار و تغرد
و أشجار الزيتون تأبى أن تموت
تنمو كل يوم ألف مرة
في جروح الزهر
و بقايا الليمون
و أعواد ميرمية
وأوراقا من زعتر

  (4)

جدي يحملني على راحتيه و يطير
في سماء البحر و دم الأرض
و قبري هناك
تحت زيتونتنا
و على عتبة البيت
سأدفن فيه شهيدا و إلا فلا....

  (5)

أم الشهيد تصلي في جوف زيتونة
تنبت عرائس الوطن
يفوح من خصلاتهن مسك اللوز
و زيت يفيض من أرواح شهيدين
صعدت روحاهما
تحت زيتونة
كانت تصلي الفجر
و تدعو على الطغاة
قبل البغاة

  (6)

أسعد
سيأتي غدا
ليغني معنا
أغنية العودة
و يرقص في حضن زيتونته
و تطلق العصافير زغاريدها
و النايات اشعارها

  (7)

و فادي
يكتب من روحه دموع الثرى
و ينشد لعدنان و أسيل و كل المغرمين
بحب الوطن الساهر
يرعاها
بمائه و موجه و شمسه و القمر
و العشق الساكن في دمه
يقرأ تراتيل "الاسراء"
و تبكي "هديل" بحضنه
حينما تغيب الشمس

  (8)

لبنى
طاحونة جدتي تطحن الثرى
و تأكل الغمام
و تشرب عصير الندى
في أكواب من نور الوطن
كانت تخبئها في ضفائرها
و مفتاحا خشبيا تعلقه قلادة على صدرها
و ذهبت جدتي
و الطاحونة تدور بيديها
و يغني المفتاح "عائدون"
و دمعتان تعجنان طحيننا
خبزا للشهداء

محمد رمضان ـ فلسطين
mohammadramadan2000@yahoo.co.uk
تاريخ النشر : 18-09-2004