أجمع أحلامي في سلة جدتي
شعر : محمد رمضان ـ فلسطين

سنلتقي أيتها الحبيبة الغالية...
سنلتقي في برتقالة مخبأة في صدري,
أودعتها فيه أمي قبل أن أخرج إلى العالم المجنون,
سنلتقي في نسمة هواء تمر فوق بحري كما البرقُ....
لتستقر في صدري تداعب البرتقالة ذات الشعر الذهبي,
سنلتقي في الحلم الوردي...
تقبلني حبيبتي قبلتها الأبدية...
فلا أصحو من حلمي,
لكني صحوتُ.....
كسرتُ بلورتهم المزورة......
فزالت عن عالمهم الكاذب ورقة التوت,
صحوت لأحلم مرة أخرى....
جاء موعد الحلم الحزين,
وبرغم الحزنِ....
قبلتها-حبيبتي- القبلة الأبدية ....
كم تمنيت و أنا أحلم ألا أصحو,
لكني صحوتُ...
على صوت رصاصهم الغادر,
ينادي ... شهيدٌ جديد...
حاولت النوم مرة أخرى...
كي أجمع كل أحلامي في سلة الخبز المعلقة في بيت جدتي
لكنها فرت,
ناديتها,
صرخت فيها أقبلي, لا تفري,
أنا ..... عاد جيش أحلامي إلىَّ,
كفى... كفي... !!!!!!
لا مكان و لا زمان للنوم بعد اليوم ؟؟
لقد كبرتَ يا أحمد ....
لقد كبرتَ يا محمد....
ضعوا الحب في قارورة الدم الهادر في الصدر,
امزجوه بالبرتقالات الحزينة......
اسقوا به كل حبات الرمل و شجر الزيتون ....
و خصلات النسيم المسترسلة على جبين الوطن
والأحلام التي تنمو على شاطئ القمرْ...
و قلبي الذي يلبس ملابس الإحرام....
يستعد للموتِ..... يستعد للسفرْ....
إلى العيون التي بها حَوَرْ.....