العصفور و الدبابة
شعر : محمد رمضان

عُصْفوري عندَ الصبحِ
يوماً يوماً يأتيني
دوماً دوماً .. يشجيني
حُزناً, أقرأُه في عينيهِ
لا يبرحُني ...
حَتَّى يُبْكيني
***
يَسْألُني حَبَّةَ قمحٍ ...
شربةَ ماءٍ ...
يَشْرَبُ منها نصفاً,
و النصفُ الثاني :
شهداً يَسْقيهِ ...
للحنَّونِ ...
***
أَسألهُ
عفواً عصفوري
تسقي عوداً للحنَّونِ !!
قَد جفَّ ...
مَاتَ, منذُ سنينِ ...
***
عصفوري يخجلُ مني
هَلْ يَكشِفُ سراً
أَمْ, عِلْمٌ منْ لُدْنٍ ينبيني
يحبسُ في عَيْنٍ دمعاً
يخشى, أَنْ تلمَحَهُ
من خلفِ الزهراتِ عيوني
قالَ و الحزنُ,
يَعْصِرُ صوتاً فيه
ذاك شهيدٌ ...
يوماً كانَ ..
منْ دَمهِ,
يسقيني ..
***
لملمتُ يوماً بقاياهُ
من وردِ من زهرِ
طحنتها "مركافتهم" *
عند الفجرِ ..
***
قال :
يخنقُهُ ألَمٌ,
أَعَرفتَ الآن ؟؟َ
سِراً يحزنُني,
أبداً يشقيني ..

* مركافتهم =دبابتهم