راقصة تسبح في دمها
بقلم : محمد رمضان

سار "سيف" في شوارع القدس يخفي مسدسه تحت ثيابه موعده مع ضابط المخابرات الصهيوني يقترب يلتهم بعينيه كل ذرة تراب في شوارع المدينة المقدسة و كل حجر من جدرانها و كل أوراق الزيتون و أغصانه الخضراء وهي ترفرف علما فلسطينيا زرعه الآباء و الأجداد يقبل كل نسمة هواء تمر على شفتيه يطلب من كل جسده أن يودع كل الطيور و الفراشات التي تحلق في سماء الوطن الجريح ينظر في كل مكان, لا يشبع و لا يرتوي من أكسجين يتسرب إلى رئتيه مسدسه و سكينه ينتظران العمل على أحر من الجمر يتحسسهما كل حين و ينطق بالشهادتين موعده مع الحور العين يقترب يتسلل إلى الشقة التي تعود أن يلتقي ضابط المخابرات فيها يعطيه تعليمات مهمة جديدة, و بعض دريهمات يضحك و هو يضعها في جيبه ليسلمها بعد ذلك لقائده في المقاومة يتذكر كيف حاولوا تجنيده بالمال تارة و بالجنس أخرى كيف قال له قائده امض ولا تقع في معصية موسيقى هادئة في الصالة صوت فتاة صهيونية تتكلم بعربية ركيكة و صوت فتى فلسطيني انه "قاسم" - اشرب هذا الكأس - انا لم اشرب في حياتي خمرا - حاول يقترب من الصالة فتاة صهيونية شبه عارية ترقص على أنغام موسيقى غربية تنظر اليه, - "أبو ثائر" سيأتي بعد قليل تصب له كأسا و تناوله إياه يدخل أبو ثائر و بصحبته شابتان شقراوان شبه عاريتين أيضا تمسك الأولى يده و تطوقه بطريقة مخزية, يكظم سيف غيظه و يتأوه و تجلس الثانية في وضع مريب بالنسبة لقاسم و يمسك ابو ثائر كأسا من الويسكي و يقول - هذا الكأس بمناسبة موت "أبو عمار" - اشربوا جميعا - اليوم حفلة في إسرائيل ينظر "سيف" إليه ترقص الفتيات شبه عاريات يخرج "سيف" مسدسه من جيبه يناول "قاسم" سكينا يفرغ رصاصة من مسدسه في رأس الضابط السكران و رصاصة في رأس كل راقصة و يطعن قاسم كلا منهم في الصدر و تغرق الراقصات في دمهن
محمد رمضان ـ غزة
14.11.2004