موسيقى الدم و جواز السفر
شعر : محمد رمضان

دمنا فوق الأرض جداولاً يجري ..
يعزف أنشودة اللحن الخالد للعيون الظامئة,
ذاك الذي يسري في شرايين الرمل و الزيت و الزيتون و الغيمة,
ويؤذن للنصرِ ..
و يقرأ قرآن الفجرِ ..
و يَتَنَزَّلُ مع قطرات الندى, يغسلها من دنسٍ تَغَشَّى ..
و هي تمر فوق أنفاس الذئاب العابرة فتتمرد على الكون كله ..
و تغضب ..
و تنتفض إنتفاضة العصفور في الشرك,
كيف شذاذ الآفاق ينتهكوا طهري ؟؟
***

أسرعي أيتها الريح و إحمليني على كفيكِ ..
نحو الدم القاني في أرض يحملها الأطفالُ
فوق الرموش و لا يتعبون,
في العيون و يضحكون ..
في القلوب و يبكون ..
كي أستريح هناك ..
و أتطهر بدمهم المتسامي مع نسمات البحر
ورودا و ياسمين ..
***

هنا أيتها الريح الحبيبة,
حُطِّي الرحال,
نظرتْ الريح الى وجه الندى,
و الدموعُ تتساقط درراً على الوجنتين,
و نحيبٌ كالغناء يملأ الكون الرحيب !!
لِمَ الدموع و لِمَ النحيب ؟؟؟
الكون كله ..
ببراءة يجيب :
دموع الفرح و الطهر أيتها الحبيبة ..
و نحيب ألحان مدينتي ..
ذاك الذي علَّمتنيه جدتي في الصغر ..
من هنا سأستخرج,
جواز المرور ..
جواز السفر ..

محمد رمضان ـ فلسطين