دمـع و دم
بقلم : محمد رمضان


إلى فادي عاصلة حول "بكائيات رمضانية"

فادي
نم فوق غدير الروح,
و على نسمات الموج,
و تحت رياحين الثرى,
و جنب عشق الأطفال,
و على قارعة الحب,
و في نوار اللوز
و أوراق الزيتون....
أنا نمت في كل ذلك,
رغم أني أموت في اليوم ألف مرة إلا أنني لا تغادرني روحي,
لأنها هنا مزروعة, في جذور زيتونات لا تنام و تموت,
من قال إن الزيت الذي يضيء الأكوان يموت!!!

فادي
نحن لا نذرف الدمع ضعفا ولا خورا
دمعنا كدمع جدتي حينما تحزن
و هي تقص لي أجمل القصص
دمعنا سبيل الانتصار
دمعنا يزرع الورد في قلوب لا تلين
دمعنا يسيل على الخدود
دمعنا يحفر الكون أخاديد
دمعنا يبني في الثرى مجدا
دمعا كالنار يقصف بالوعيد
دمعنا انهار تجري
دمعنا أنشودة الغد الآتي
دمعنا لا يموت
دمعنا لا ينام
دمعنا له قصة طويلة......

فادي
أنا أعيش في روح العشب النائم في ظل الزيتون
و أطير مع الفراشات الصغيرة
أجتاز كل الحواجز
و أغرد مع العصافير الكثيرة
التي تجوب سماء الزيتون
أرأيتني بالأمس في سماء "عرابة"
و قبله في رحاب "المهرجان"
و غدا سأطير في يافا و حيفا
و بعد الغد في اللد و الرملة
أنا هنا لا أنام
و لا أموت
و ان مت
أموت لأحيا أبدا

و أقهر الجلاد و السياف بحبات عرقي التي أرتشفها إذا ما جف مداد الحياة
حياتي هنا كالشمس ترسم بأقلامها الذهبية كينونة الكون و الامتداد و الجذور

شمسنا تطلع كل صباح من جباه الفلاحين الذين يزرعون فيها الضياء
شمسنا تزرع الأرض سنابل الروح
شمسنا تخبز القمح لنا دررا ذهبية و شقراء

فادي
نحن هنا لأن دمنا هنا
من دمنا تطلع الشمس كل صباح
من دمنا ينبت الورد و الفل و الياسمين
دمنا المعجون في سنابل البحر و موج الأرض
دمنا يجمع الزيتون ليعصر الزيت المقدس
دمنا لا ينام
دمنا يكتب أحلامنا التي تعانق الشمس و تعاند القاتل
دمنا لا يموت
دمنا يرسم حدود الوطن و الروح
دمنا جغرافيا الكون و سفر التاريخ
دمنا يروي عطش الأرض
دمنا يرفع الراية فوق سنابل البرتقال و عناقيد الزيتون
دمنا يصرخ في وجه الطغاة
دمنا ينشد أناشيد العودة الأبدية
دمنا لا يساوم
دمنا حول القدس يقاوم
دمنا نار و شعلة انتصار
دمنا فجر جديد
دمنا للأقصى حارس
دمنا جدارنا الذي سيهدم كل ما سواه
دمنا مهرجان القدس
دمنا مهرجان الأقصى و أمواج من بشر تتدفق
دمنا جمال الأرض
دمنا زهور و ورود
دمنا لا يموت
دمنا لا ينام
يا دمنا
إلى الأمام
إلى الامام

محمد رمضان ـ فلسطين
mohammadramadan2000@yahoo.co.uk
تاريخ النشر : 11.09.2004