مـحمد رمضـان

الشهيد صلاح شحادة في ذكرى استشهاده
بقلم : محمد رمضان

استشهد صلاح شحادة قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، في نهاية تموز (يوليو) 2002 بقنبلة تزن طنا ألقتها طائرة "إسرائيلية" من نوع (F16)علي بناية في حي مزدحم بمدينة غزة. مما أدى إلى استشهاد 18 فلسطيني بينهم ثمانية أطفال.

و ذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون ووزير دفاعه أعطيا "شخصيا" الضوء الأخضر لتصفية الشيخ المجاهد القائد العام لكتائب القسام الشهيد صلاح شحادة ، وأنهما تابعا لحظة بلحظة عملية الرصد وتنفيذ الجريمة المتمثلة في الغارة الجوية التي شنت على قطاع غزة.

في ذكرى عرسك أبا مصطفى تصطف زهور الوطن و محبوك في الأرض التي غرست فيها من دمك آلاف الشتلات التي تمتلئ حبا و استبسالا و كلها تنظر ايك هناك في عليين و أنت في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

يذكرونك أيها العملاق و القائد الفذ و أنت تودع طلاب الشهادة إلى الجنان العلا و تطلب منهم أن يسلموا على قائد الأمة و الخلفاء و الصحابة هنالك على ضفاف الكوثر.....

يذكرونك و أنت ترجع من وداع الشهداء و تبكي شوقا إليهم و حبا فيهم و هياما إلى اللقاء بهم.....

يذكرونك و أنت تودع الشهيد في عرسه الملائكي و ترجع إلى بيتك تشم المسك الذي رشوا به ثيابك و جسدك فتمكث أياما و هذا الريح الملائكي يعبق المكان.....

يذكرونك اليوم أبا مصطفى و بلدتك الغالية بيت حانون ترزح تحت وطأة طغاة الأرض يدوسون الشرف و الكرامة العربية..... لكنهم تلامذتك و البررة الذين ربيتهم على موائدك الطاهرة يلقنون شارون و موفاز دروسا في الجهاد و الاستبسال و يمطرونهم بوابل من صواريخ القسام تصب جحيمها على مستوطناتهم السرطانية ......

يذكرونك اليوم أبا مصطفى و أنت هناك ترقب الزمان و المكان و تسأل المولى كما كل الشهداء العودة إلى هنا لتقاتل و تقتل آلاف المرات....

هذا محبوك أبا مصطفى !!!!!

أما أعداؤك فماذا يقولون ؟؟؟

يقول المجرم شارون "ضربنا أكبر ناشط في حركة حماس، الشخص الذي أعاد تنظيم حركة حماس في الضفة الغربية من جديد، إضافة إلى النشاطات التي نفذها في قطاع غزة. لم ننو المس بالمدنيين إطلاقا، ونأسف على موت المدنيين، لكن هذه العملية هي واحدة من أكثر العمليات نجاحًا".

و قد عبر رئيس الوزراء الصهيوني إريل شارون عن ارتياحه لتصفية صلاح شحادة قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال الغارة الجوية التي أودت بحياة 15 شخصا في غزة.

أما الجنرال دان هالوتز قائد سلاح الجو الصهيوني فقال انه أمر باغتيال صلاح شحادة أحد قادة الجناح المسلح لحركة حماس في تموز (يوليو) 2002 رغم تأكده من وجود زوجته إلى جانبه ما أدي إلى مقتلها أيضا مع العديد من المدنيين الآخرين.

أما نائب مدير عام الشؤون الإعلامية في وزارة الخارجية، غدعون ساعر فيقول : "بأن الغارة الصهيونية استهدفت "ضرب إرهابي معروف، وهو مسؤول عن مئات الهجمات التي نفذت ضد المدنيين الصهاينية خلال السنوات الأخيرة".

يقول يكوف بيري الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك الصهيوني : 'هذا الرجل هو اليد اليمنى للشيخ أحمد ياسين، رجل يثير انطباع من يلتقيه ويجبرك على احترامه حتى لو كنت كنت تحتفط تجاهه بكل مشاعر الكراهية.' و يضيف ان شحادة رجل لا يعرف الانكسار.

و يقول بيري أيضا "صلاح شحادة يمتلك شخصية قوية وصلبة وقادر على امتصاص جميع وسائل التعذيب ، ومواجهة أية إغراءات في التحقيق ، شحادة هو كاتم أسرار الشيخ أحمد ياسين ، وهو ضليع في الشؤون الدينية وحسن المحيا ، يخفي وراء هذا القناع شخصية أحد القادة الأكثر قسوة في أوساط" حماس. "لقد حرمناه من النوم لفترات طويلة ، وحققنا نعه بصورة مكثفة وطويلة ، لكنه كان قوياً ومصراً على عدم الخنوع" .
"هذا الرجل هو اليد اليمنى للشيخ أحمد ياسين، رجل يثير انطباع من يلتقيه ويجبرك على احترامه حتى لو كنت كنت تحتفط تجاهه بكل مشاعر الكراهية."

ويقول جدعون عزرا نائب رئيس الشاباك السابق عن الشيخ صلاح شحاده ، 'إنه أكثر الفلسطينيين الذين أثاروا اعجابه ونال تقديره ، شخص لا يعرف الهزيمة و كان رجل الاتصال بين المستوى السياسي وبين المستوى العسكري لحركة حماس، ولكن مع اندلاع الانتفاضة اعتبر من يقف وراء جميع العمليات العسكرية التي نفذتها حركة حماس.

أما اللواء اسحاق مردخاي قائداً المنطقة الجنوبية التي تضم قطاع غزة والنقب في جيش الاحتلال الصهيوني عام 1988م (قبل أن يصبح وزيراً للحرب) ، وقد حضر هذا الإرهابيُّ مردخاي إلى سجن غزة حيث كان يعتقل الشيخَ صلاح واستدعاه إلى مكتب مدير السجن ، فجاء به الجنود الصهاينة مقيد اليدين والرجلين ، فأبى الشهيد أن يتحدث مع مردخاي حتى يتم فك قيوده ، فاستدعى مردخاي الجنود لحمايته من هذا الأسد الأسير وأمر بفك قيوده ، وسأله عن مكان جثث العسكريين الصهيونيين ، فأنكر الأسد الهصور صادقاً معرفته أو معرفة أحد من إخوانه السجناء بالمكان ، فقال له الإرهابي  مردخاي :
ـ يا جنرال صلاح إنّ جنودك جبناء يكذبون .
فقال له الشيخ صلاح :
ـ اعلم أيها الجنرال أن رجالي مؤمنون وشجعان لا يعرفون الكذب ولا يجبنون ، لقد اختطفوا جنودك وهم مدججون بالسلاح ، بينما يقتل جنودك الأطفال والنساء والشيوخ والشباب العزل ، وقد بالوا على أنفسهم عندما تمّ اختطافهم، وقبّـلوا أقدام المجاهدين لإطلاق سراحهم ، وكانوا يصرخون ويبكون كالنساء ويستنجدون بأمهاتهم ، عندها خرج الإرهابي غاضباً خجلاً من فعل جنوده الجبناء .

أما الصحفيان الصهيونيان سمدار شموئيلي و ديانا بحور فقالا "شل قدرة هذا الشخص أنقذت حياة مئات وحتى آلاف الصهاينة . ووصفا شحادة بأنه كان "قنبلة موقوتة"، مضيفين كان أنه الطرف الرئيسي الذي وقف وراء تنفيذ العمليات الهجومية التي خرج منفذوها من غزة والضفة الغربية".

و بعد فألف سلام عليك أيها الشهيد في العلا......

محمد رمضان ـ فلسطين

تاريخ النشر : 20:03 07.08.04