مـحمد رمضـان

مجندات أمريكيات و "حضارة العري"
بقلم : محمد رمضان

درج المؤرخون و الرواة على تسمية الأماكن و الأزمان بأشهر الأشياء أو الأحداث التي تحدث قيها. و إن كان الأمر كذلك فإن حروب أمريكا ضد أفغانستان و العراق سيطلق عليها المؤرخون يوما "حروب العري". أما السجون فإن سجون أفغانستان و العراق و جوانتنامو و دولة الاحتلال البغيض سوف يطلق عليها المؤرخون "سجون العراة" و هكذا دواليك يا سيدي.... أما الحضارة الغربية و عصر العولمة فسوف يطلق عليهما المؤرخون "حضارة العري" و عصر "العري".

"العري و التعرية" هي مصطلحات شائعة في حضارة الغرب و ثقافته فهناك نوع من الأدب يطلق عليه "أدب العري" و إن كانت كلمة "الأدب" من ذلك براء. هناك آلاف المجلات و ملايين الكتب و الأفلام و الأغاني التي تمجد "العري" كثقافة واسعة الانتشار. إضافة إلى ذلك فهناك "نوادي العراة" و "شواطئ العراة" التي تنتشر اليوم في أرجاء و زوايا و صلب حضارتهم.

أفاد أسير أردني أطلق سراحه قبل أيام من معتقل جوانتنامو بأنه قد مورس معه و مع معتقلين آخرين أنواع شتى من التعذيب. جاء ذلك في لقاء مع الأسير بثته قناة أبو ظبي في "مدارها". و أفاد سجناء آخرون في فلسطين و أفغانستان بأنه قد مورس معهم أعمال بشعة مخلة بالشرف و الأدب و الأخلاق.

ما ورد على لسان هؤلاء الأسرى يدحض و بقوة كل التبجحات التي أطلقها بوش و إدارته حول عدم علمهم بما جرى و يجري في العراق من تعذيب نفسي و جسدي و ذلك في سجن أبو غريب و سجون أخرى. و الدليل على ذلك أن عددا كبيرا من السجانين و المحققين العاملين في جوانتنامو تم نقلهم إلى العراق و ذلك للاستفادة من خبراتهم في التعامل مع العرب و المسلمين عموما. فهل يدرك زعماؤنا المبجلون الطائعون المطيعون ؟؟؟

و فيما يلي بعض الممارسات ووسائل التعذيب و الإذلال التي يجري استخدامها بطريقة ممنهجة في جوانتنامو على سبيل المثال لا الحصر. و لعمر الحق ان بعض ما يجري في بلادنا لهو أشد و أعتى.

1-   يذكر الأسير الأردني بأن مجندات أمريكيات كن يقمن بتعرية السجناء و ذلك إمعانا في الإذلال.
2-   يجبر الأسرى على أخذ حمامات جماعية و هم عراة تماما.
3-   يقضي الأسير حاجته عاريا تماما و أمام مجندة أمريكية أو أكثر.
4-   لا يعطى أكثر من عشر ثوان لقضاء الحاجة.
5-   يتم قضاء الحاجة في مكان مفتوح من الجهات الأربع.
6-   البعض لا يتناول إلا وجبة طعام واحدة و سيئة كل ثلاثة أيام.
7-   الزنازين ليس بها إضاءة.
8-   يبقى الأسير مقيدا من يديه ووسطه و قدميه طوال الوقت.
9-   يتم إدخال كلاب عليهم.
10-   كانت الكلاب تدوس على المصاحف.

هذا غيض من فيض مما ذكره الأسير الأردني و ما خفي كان أعظم.

و بعد فهذه هي الحرية و الديمقراطية التي تبشر بها أمريكا كدين جديد في المنطقة العربية و يجري وراء هذا السراب ثلة من الأولين و الآخرين. وهو إن دل على شئ فإنما يدل على الخواء و الفراغ اللذين تعيشهما سيدة الأمم و من لف لفيفها من الساجدين و الراكعين في محراب الماخور الأمريكي.

محمد رمضان ـ فلسطين

تاريخ النشر : 22:48 06.08.04