عطور الفجر
بقلم : محمد رمضان


(1) العطور
سألت عبير الفراشة الساكنة في عش على أغصان الغيوم التي تظلل أم الشهيد:
هل هناك فرق بين العطور الرجالي و الحريمي؟
قالت الفراشة: لم أجد فرقا بين أطياف العطر المتسامي من دم محمد الدرة و دم إيمان الهمص!

(2) النوار
زرعت عبير شجرة زيتون فوق قبر الشهيدة إيمان فخرج نوارها بتلات من النعناع و الريحان و الياسمين
سألتها: ألست زيتونتي التي زرعتُ يوما ً؟
قالت: نعم و اسمي إيمان!!

(3) السنابل
زرعت عبير بضع حبات من مسبحة دم الشهداء
نمت سنابل الأرواح في بيوت الشهداء من الزهور
مرت الغزالة على بيت إيمان كي تسلم على السنابل
شربت كأسا من الندى كانت تشربه الشهيدة كل صباح
قالت لها الأم: مري كل يوم علينا فإني أرى فيك صورة ابنتي

(4) النسائم
قالت عبير لأختها:
سأل القمرُ البحرَ من أين لك هذا الشذا المتطاير مع نسائمك عبقا؟
قال البحر: كنت بالأمس في وداع زهرة استشهدت في بيت المقدس

(5) الريش
جلست عبير على أجنحة الورود و قالت لأختها:
طرتُ مع العصافير في السماء
كانت السماء تطير بألف جناح من ريش و ألف جناح من نور
قالت العصافير للسماء: لا تسرعي لقد تعبنا
قالت السماء: لست أنا من يطير إنما تحملني أرواح الشهداء في فلسطين و العراق و الأفغان و ....
فهزت العصافير رؤوسها و مضت

(6) الأجنحة
قالت عبير لإيمان:
قولي لضفائر السنابل أنك ذاهبة للصلاة...
و قولي للموج أن يحملك لشاطئ النور...
و قولي للريح أن تحملك نحو السماء....
قالت: لا.... سأقول للسنابل أن تحمل الوطن على أجنحتها و ترش بذور المسك من دم الشهداء فوق عواصم الأعراب لعلها تستيقظ!!

(7) الحروف
تساقطت الحروف من السماء كلآلئ المطر
ملأت الكون من عبيرها الفواح عطرا
جمعت عبير آلافا منها في حجرها المنسوج من عروق الندى
زرعتها و قريناتها على شاطئ الشهادة الممتد على طول المدى
نبتت الحروف على الأرض و زينتها على شكل لوحة مكتوب عليها بالأقمار "الشهيد حبيب الله"
ذهبت عبير إلى أمها و أبيها و قالت:
- أماه... أبتاه.... أريد أن أموت شهيدة....

01 / 01 / 2005
محمد رمضان ـ فلسطين- خانيونس
mohammadramadan2000@yahoo.co.uk