همسة في مسامع العام الجديد
بقلم : محمد سليمان ـ د . هندسه ـ ألمانيا

من اجل استقبال عام 2005 لعلنا نساهم في جعله احسن من سلفه
أما حان الوقت لنفك من اعناقنا ومستقبلنا وعن اجيالنا وخلفنا حلقات الكبح والتقييد ونخرج من عنق الزجاجة ونكف عن الدوران في تلك الدائره الجهنمية والمكبلة الخانقة لنا مضى عام 2004 وبزغ عام 2005 الجديد والكل في فلك يسبحون بينما قومنا في الاتجاه المعاكس يهومون وبنعون !!
ضاعت بوصلة المعرفة واختلط الحابل بالنابل وفي كل عام وعند قدوم كل سنه نمني انفسنا بان القدر سيجلب لنا الخلاص مما نحن فيه (يا سلام القدر يجلب !!) وضاع وقتنا ونحن نبحث عن هذا الخلاص ربما بين سطور الجرائد والمطبوعات او في سماع اخبار الراديو او التلفزيون او في الانصات الى حوار الاتجاه المعاكس او سماع الرأي والرأي الآخر او الاخذ بفتوى الامور في اصول الشريعة والدين وربما في الاستماع الى آراء المحللين من طراطيش الهاربين والمتسولين من واشنطون إلى برلين أو الدخول الى غابات مواقع الانترنت وما بها من وصف للرياح العاتية والزوابع والبراكين والامواج الهائجة منذرة بان المحيط قد انشق وابتلع ما ابتلع وان قيام الساعة قد يحين !!وهنا إنبرى رجالات السياسة في الحجاز ومن مصر الى تطوان ثم المغرب والجزائر وتونس ولا تنسى امبراطورية قطر ومملكة البحرين مرورا بالسوبر باور الكويت وجماهيرية الكتاب الاصفر العظمى والسودان واليمن الاسعد من سعيد ليدلوا بما عندهم من إلهام ويعلنوا بانهم على كل شيء قادرون وما على الرعية الا الطاعة قياما وقعودا وكفى الله شر الحاسدين لان احوال الرعية بفضلهم ليس أحسن منها حال وان ما على الخلق الا أن يعملوا بقوله .
ناموا ولا تستيقظوا           ما فاز إلا النوم !
بينما الاشلاء تتطاير في غزة والفالوجه ولا يبقى حجر على حجر لا في فلسطين ولا فى بلاد الرافدين فتنوع الارهاب واختلط بالجهاد واصاب الناس الهلع والجنون وترحموا على أيام أبي لهب وغيره من الجاهلين !! ودارت دائرة الهوان والاندثار وتماسكت حلقاتها المكونة دائما من :
الفقر     الجهل     المرض
حيث يصبح الانسان فقيرا عندما لا يكون قادرا على سد حاجياته ومستلزماته هو ومن يعيل وعندما تزداد انفار العائله يتفاقم الفقر ولا يعود الفرد قادرا على الحركة او التطور او التقدم وينتقل تلقائيا الى الحضيص ومستوى ما تحت الانسان .
فتحل مرحلة الجهل التي تتعاظم وتبعد ذاك الكائن الجديد عن إنسانيتة ويصبح اقرب الى الحيوان بجهله وتطوره الغريب َ!
وينحدر الى حالة مرضيه بكل معانيها عقلا وجسما ونفسا ويكون كمينا لعقل مريض في جسم مريض وكل ذلك يعيده بقوة طاردة متسارعة الى المربع الاول ألا وهو مربع الفقر وهكذا دواليك ولا خلاص او رحمه ّّ
إذن لكي نتقدم ليس لنا الا الخلاص من هذا الطوق والحلقة الجهنمية !!
وليقم كل منا وبكل ما اوتي من عقل وقوة وإرادة بكسر هذا التتابع في نهج لحياة نحن الذين نسهر على تدميرها ولا تأخذنا في اجيالنا ولا حاضرنا ومستقبلنا الرحمة !!
ولعل من أراد أن يفهم فسيفهم ومن لم يرد فلن ينفعه والحال هذا لا المناداة بالحرية ولا العدالة ولا ديموقراطية ما وراء البحار لان ترابطه واولاوياته ستكون المسكن القوي للمعدة والبطن الخاوي ولن يستطيع تطوير وفهم والتصرف بما جيء له به وهم الذين اوصلوه الى مستوى اللانسان وسيظل يدور ويدور حتى يموت وهو مكبلا مهشما في نفس الدائرة المقيته !!

محمد سليمان ـ باحث في المانيا / 31ـ12ـ2004