لكم دينكم ولنا دين !
بقلم : محمد سليمان - ألمانيا

الديانة اليهوديه ، أم الديانات ، جاءت بالوصايا العشر وكان ذلك امرا انسانيا رائعا لو لم تتدخل فيه نزعات الانسان الانانية وحصرت المفهوم وميزت ما سمي بمخلوقات الله المفضله والمخلوقات الاخرى المتدنية (القويم , الشيكسي) ، وزعمت ان لها وحدها رباط مع إله يعنى بها فوق كل شيء واحيانا يصب جام غضبه على الاخرين زعما بانه فضل بعضا عن بعض ورفع وميز اناس عن اناس وجعلت من ذلك الشريعة والعلم والتعلم ــ التلمود ــ!!! وهكذا كان هذا الشرخ بين مفهوم الديانة النظري والسماوي السمح الحنيف الهادف لاسعاد البشر وبين ما بات متداولا على ارض الواقع مما سبب ليس فقط التنازع والفرقة بل تعاسة الانسان وصراعه مع بني جنسه وبيئته ومحيطه !!

ثم جاءت الديانة المسيحية والتي حمل لواءها سيدنا المسيح وضحى بنفسه من اجل ان ينقذ الانسانية ويصد ما فسد من مفاهيم ليساوي بين البشر وعمم الرسالة الإلاهية الصادقة وصدق معه معظم تلاميذه ومن التف حوله ــ ما عدى واحد منهم ــ صعدت بعدها روح عيسى المسيح الى جوار ربه !! ومنذ ذلك العهد ورسالته اشعاع ونور وتعرضت هذه لتنقيح وفحص وتدقيق حتى حاء الانجيل الموحد المتفق عليه ــ والذي لا غبار ولا اي إعتراض نحوه ــ حتى اضيفت له نصوص عهد ما قبل مجيء المسيح فتضخم الانجيل والحقت به ما كان قبل آلاف السنين وما جاء في التوراة وتم اعطاء مسمى العهد الجديد للإنجيل الحاقا بتسمية التوراة بالعهد القديم الامر الذي اربك المفاهيم وخلط الحابل بالنابل واوجد ارتباكا ونزاعات واختلافا
لم يكن لها مبررا وكان مارتن لوتر وأنقسمت الكنيسة !!

واعتقد انا شخصيا ان ذلك جعل الرب يبعث برسول ونبي آخر حتى جاء الاسلام على يد محمد صلى الله عليه وسلم ..

ومن غير المختلف عليه أن اليهودية والمسيحية ترعرعت فيما بعد باوروبا وامريكا وعاصرت التطوارت الصناعية الهائلة
مما احدث للانسان هناك نقله نوعية سدت له الكثير من حاجياته المادية ووهبته بحبوحة من العيش الرغد واصبحت لديه القدرة على تنظيم حياته واشباع رغباته وحتى تنفيذ طموحاته وشهواته !! وهذا بالتمام ما ابعد الانسان عن مبادئ معتقداته السماوية الحقه وفتح المجال للتبشير بكل ما هو على النقيض من تعاليم الرب وزعم احتكار المعرفة والقربى من الإله والايهام بالمقدرة على التصرف بمجريات الامور ان في الارض او حتى في السماء !! وخير دليل على ذلك ما نشاهده من إنتشار الجماعات التبشيرية ونفوذها الكاسح والادهى منه تملق الساسة واصحاب النفوذ والسلطان والفتك بالارض وماعليها من عباد حين يكون في ذلك نفع لهم او إرضاء لنزعات قطاعات التكتل البشري القادرة على إعادة اصحاب السلطان الى موقع المتحكم والقابض على منحى الامور !!!

ومن المؤسف أن أتباع الديانة الاسلامية ولاسباب عده ـ كثير منها كان في مقدورهم ـ مرت عليهم قاطرة الصناعة والتطور ولم يعوا وينتبهوا لما جرى من حولهم وظلوا دونما أي وعي أو نشاط متداوم قابضين على معتقداتهم كالقابض على جمرة من النار ــ حسب مفاهيم وتفسيرات خالفت كثيرا الصحة والمحتوى والمنطق ــ فجاء الامر كارثيا بالنسبة للمسلمين وتطورهم وفهمهم لامور دينهم ودنياهم وتصرفاتهم وتدبير امور حياتهم مما زاد الاوضاع فداحة واحراجا ويكاد يتحول الىطوق لا خلاص منه ما لم ننبذ كل تأويل وتفسير وإدعاءا للمعرفة من اصحاب اللحى والزعم بمعرفة أصول الدين ووضع بعضهم إن لم يكن معظمهم في بوتقة لا هواء ينفذ اليها للتخلص نهائيا من وزرهم وما يلحقونه بالدين واهله من مصائب وتأخر وهوان وتباعد عن الاخرين
لا بل إنتحار ذاتي لا ينتهي ولا مشاهدة لضوء بعد النفق الذي اوصلونا وأدخلوا بنا فيه !!

أصحاب العمائم يصدرون الفتوى تلو الفتوى لمصلحة الحاكم الولهان ودوام عزه اسوة بدوام تعاسة شعبه متشدقين بآيات من الدين هي حق وهم ارادوا بها ابشع باطل !! أنظر كيف يفسرون ــ .. وأطيعوا الله ورسوله وأولي الامر منكم أي لا تزعجوا من تسلط عليكم ممثل ربكم و ... ناموا ولا تستيقظوا .... ما فاز إلا النوم !!
....أما مكانة المرأة فيستشهدون بآيات كانت أنزلت لمعالجة أمور آنية تماما ويصرون على نبذ المرأة وإختزال دورها وقصره على ماكنة توليد ليس إلا ومنعها حتى من قيادة السيارة ومعالجة الامور معها بالضرب ورميها بالحجارة وقطع يد السارق وملاحقة المتخلفين عن الصلاة حتى لا يفكر احد بمحاولة ازعاج الحاكم المحتسي للخمر والغارق في الجنيس !! وتاليف جماعات المطوعين لارجاع الناس دائما القهقرى في حين وصلت الامم الاخرى للقمر والمريخ !! أما نحن فتم بواسطة سخافة هؤلاء ومن لف لفهم كبت وخنق ثلثى المجتمع ــ أي ألمرأه ــ
أو ليس من العار والشنار أن ما نتعلمه في مدارسنا من بديهيات قد عفى عليها الزمن منذ أجيال وان اهل الحكم والدين بين ظهرانينا منهمكين في فلسفة عقيمة فارغه لا اول ولا نهاية لها من قبيل ــ أيهما أفضل دخول المسجد بالرجل اليمين اولا أم بالرجل اليسار ــ:؟؟ !!
أيها المتطفلون على الدين : كفوا عن ارتكاب المنكرات والخطايا باسم الدين وبلله عليكم دعوا الشعوب الاسلامية والعربية المنكوبة بكم تتدبر أمورها علها تستطيع مجرد التفكير فى الخلاص والتطور ولتكن لكم دنياكم ولنا دنيانا ولكم دينكم ولنا دين !!

و للبحث متابعه

م . سليمان ــ باحث في ألمانيا / 31 01 2005