سرطان الانفجار السكاني في الوطن العربي
بحث وإعداد المهندس محمد سليمان - ألمانيا

الانفجار السكاني سرطان يجلب الفقر والمرض والاميه والجهل ويقود الى الاندثار والهزائم أمام كل عدو وطامع لنهبنا

والتسلط على بلداننا ومصادرة مستقبل أجيالنا وحرماننا من أي محاولة لللحاق بالحضارة والعيش كآدميين وبشر !!!

على الرغم من التحذير والتنبيه ودق ناقوس الخطر مرارا وتكرارا والكتابات المستفيضة في هذا الشأن إلا أن كل ذلك كما يظهر لم يجدي أو ينفع أو يؤخذ على محمل الجد وبات وكأن الامر لا حياة لمن تنادي وأن أمتنا لم يعد بها من حراك وقد إستكانت لوصفها بأنها أضحت أمة أل ( آي ب م ) أي أمة : أنشاء الله بكره معلش !!!

وللحديث عن الموضوع نقول إن إرتفاع نسبة النمو السكاني بهذا الزخم الهائل والمخيف والمطالبة الحازمة والفورية بوقفه تتداخل فيه عوامل إجتماعيه وإنسانيه ودينيه وسياسيه وحتى فلسفيه ولكن عندما نرى في بلدان العالم الثالث وخاصة في البلاد التي لا زالت عربية المسمى نرى أن قليلنا أضحى متعلما وأكثرنا أصبح عاطلا عن العمل وثلثانا صارا من الجياع وأن أفضل نسبة أمية في وطننا المنكوب بحكامه والمحتل من قبل أعداءه هي 30 في المئه وأكثرها 90 في المئه وأن بالنفط (الذي لا سلطان لنا عليه أصلا) تعادل الامة العربيه إيطاليا وبدون ما يترك لنا من فتاته سنعود للمجاعة ....و ...و ...

معنى ذلك أننا وصلنا إلى حافة الهاويه التي لم تعد تسمح بالسكوت وأن البحث في العوامل السابقة المتداخلة أعلاه يصبح نوعا من الجدل البيزنطي ومن فلسفة فارغة وصبا للزيت على النار لكي تأتي على آخر عود من الهشيم .... وهنا وقطعا لدابر المتسترين وراء الدين , أورد ما قاله الدكتور صلاح الدين نامق , استاذ الاقتصاد بجامعة الازهر , حيث قال : ما لم تبذل الجهود الفعالة بغير خفاء أو إستحياء لمواجهة مشاكل إزدحام السكان في العالم , فإن عمليات التنميه التي تقوم بها الدول الناميه , المزدحمة بالسكان في حماس وإيمان ستظل كلها في النهاية تصب في داخل وعاء بلا قاع ...

وحري لمن يضطلع على الوقائع والارقام التالية أن يستوعب مدى الكارثة والفقدان والتفتت والانفجار لا بل المجازر الرهيبة القادمة على أوطاننا وأطفالنا وكياناتنا ومجتمعاتنا ....

ألعرب اليوم 350 مليونا وفي عام 2020 ألذي بات على الابواب , سيصبح تعدادهم 514 مليونا ..

ألعرب يعانون من نقص مرعب في الغطاء الغذائي ويستوردون أغذية وماءا بما قيمتة أكثر من 130 مليار دولار سنويا ..

ألعرب عندهم اليوم أكثر من 110 ملايين نسمه (حوالي ثلث السكان بعد أن انضم اليهم أهل العراق وفلسطين ويا لسخرية القدر !! ) من جيش الفقراء والمعدمين وينضم اليهم يوميا كل المواليد الجدد وهذه كارثة إجتماعية حقيقية ما بعدها من كارثة ... وما لم يجد الناس ما يأكلونه فسوف يأكلون بعضهم !!

ألانقسامات العربية الداخلية هي وقود طائفي وقبلي وإيديولوجي وسياسي يبشر (وهو ما يحدث أمام أعيننا اليوم ) بمزيد من إندلاع مجازر رهيبة .... والحقيقة المرة أن الفتات من الدخل النفطي هو مصدر الدخل الرئيسي في منطقتنا ومنه تتم تغطية النقص الغذائي فهو بذلك إقتصاد مزيف لا يوفر عائدات بديله وهو متقلب وفي تهاوي وإنحدار وسلب ونهب لا يعرف اولا ولا آخرا ....

تحتل البلاد العربية المكانة الاولى في معدلات البطالة (أكثر من 36 في المئه) وموظفوا الدولة هم في الواقع من الناحية العملية عاطلون عن العمل ويعيشون على هامش الاقصاد المزيف .. والاستثمارات لم تتعدى 2 في المئه وهي في حالة هروب من الواقع المرير المبني على المحسوبية والفساد , ولذا يصبح الوضع عند العرب كارثيا ولا يسمح بأي تطلع لإي مستقبل , ناهيك عن الوضع الركيك المتأخر والمهترئ في مناهج التعليم والمؤسسات المدرسية وما يسمى بالجامعات وكلها أوضاع منهوكة عفى عليها الزمن لا تسمح بالدخول إلى عالم الثروة والثورة التكنولوجية والتقدم ولكنها تزيد من عدد ما يسمى بالمتأكدميين العاطلين عن العمل ..

أما البنية التحتية والمنشئات الاساسية فإنها غير متوفرة , ولا يمكن الالتفات إليها لأن توفير لقمة العيش وإطعام الأفواه الجائعه وملئ البطون الخاوية لها الاولية فوق كل شيء وفيها التسكين والتخدير والاإكتراث بوطن او مستقبل أومطالبةبحقوق أو ديموقراطيه أو الكف عن عبادة الفرد الحاكم الفذ الملهم او أي شيءآخر !!

ومهما قيل في أن أزمة المجاعة والفقر تكمن في عدم التوازن في التوزيع حيث أن 10 في المئة من سكان العالم ينعمون ب 90 في المئة من خيرات الأرض فإن هذا بحث لا يصل بنا إلى أي نتيجة ولا يطعم جائعا أو يحسن في وضع الفقراء قيد أنملة ومن ينصت إلى ذلك ينطبق عليه المثل القائل : موت يا حمار حتى يأتيك العليق ....

إن زيادة السكان هذه تعتبر هجوما مدبرا ومدمرا على البيئة والطبيعة وإنتاج الارض ومصادر المياه والغذاء ويعتبر إهلاكا للارض أم البشرية وما فعلته المخصبات من أسمدة وكيماويات والمفاعلات النووية والآلات المعقدة من فساد في الماء والهواء والأجواء أمر معروف كونيا ...

أرتفاع عدد السكان في عالمنا العربي يعتبر من أكبر النسب في العالم (رغم نقص طفيف جدا في بعض البلدان الصغيرة حاليا ) وتصل نسبة التزايد في البلدان ذات الكثافة السكانية الهائلة ألى أكثر من 6 في المئة معظمهم ممن لم يحتاط أو يكترث قبل أن يبدأ العملية التسابقية في التخليف . أن يقوم بأي فحص طبي لجيناتة وما قد يكون عنده او عند أم الجيش الجديد من الاطفال من أمراض مزمنه او عاهات أو ... أو .. زد على ذلك أن معظم الزيجات في بلداننا تتم بين الاقارب

من الدرجة الاولى والدم العائلي الموروث منذ قرون وما قد يكون به من مكامن النقص الجسمي والعقلي حتما !!!

إن كل هذا سيقودنا إن آجلا أم عاجلا إلى الفناء والشقاء المحتم .. فلا يعقل مثلا أن يتضاعف عدد سكان أقطار مثل الاردن ومصر وفلسطين والعراق وسوريا وغيرها كل 16 سنه حيث سيصبح عدد سكان الاردن حسب دراسة اجرتها الجامعه الاردنية في عمان قبل عدة سنوات سيصبح عدد السكان 176 مليونا بعد نحو 70 عاما فقط ولا يفيق أحد من النوم !!

وبإختصار فإن الزيادة السكانية اصبحت تتفاعل وتتعامظم بشكل مذهل ومخيف ولا بد من تدارك الأمور والعمل على هز العقول قبل البطون .. تلك العقول التي أضحت تعيش في إجازه أهل الكهف عند الحاكم والمحكوم في بلداننا العربية ... ولا بد من مطالبة الذين لا زالوا مثلنا يؤمنون بأن أمتنا العربية لها الحق في مكان تتبوأه تحت الشمس كما ولها علينا الحق أن نقف في وجه التصفية الجسدية والمادية ووضعنا في محميات كالزرائب تمهيدا للشطب من على وجه الكون الحاقا بالهنود الحمر !!

لا يحوز أن نظل نلهث وراء الحلول التي قد تمن علينا بها قوى المسيحية المتصهينة السفاحة والتي لن تودع المنطقة العربية إلا بعد أهلاك وتدير شامل وذلك عندما تكتشف مصادر طاقة بديلة للنفط !!!

أن النوايا الطيبة لا تجدي نفعا أمام تيار ألإنفجار السكاني الذي يتععاظم كل يوم ليجرف معه جميع انجازاتنا وطموحاتنا لحياة أفضل هذا إذا كان قد بقي عندنا من هذا كله أي أثر ....!!!!

بحث وأعداد ألمهندس محمد سليمان باحث في ألمانيا 2004-11-28