ألم يحن الوقت لأن تعلن السلطة الفلسطينية حل نفسها ؟
بقلم : محمد سليمان ـ ألمانيا

قام البروفوسور الكندي ميشائيل نويمان من جامعة ترنت في أنتاريو بزيارة تقييم للحقائق على الأرض فيما تبقى من فلسطين وبعد أن شاهد أن الأرض قد أبتلعت من قبل "إسرائيل" وأن الجدار الفاصل قد غير طبيعة المسح الجغرافي لها ، وأن المستعمرات الأسرائيله سيطرت على البراري والهضاب والوديان وتشعباتها في كل مكان من فلسطين وأنه لم يعد للفلسطينيين ، لا درب يسلكونه ولا طريق يسيرون عليه ولا أرض يمكنهم زراعتها ولا أشجار يجنون ثمارها ولا مياه يشربونها ولا عملا يتابعونه وأن حواجز التحرش بهم والإذلال والاعاقة والتهديد لحياتهم وتدمير كل مكتسباتهم والعبث بكل إنجازاتهم ومستقبلهم ، هي الواقع الوحيد والمفروض على الفلسطينيين التعايش معه ، عاد هذا البروفوسور ليكتب مقالا في (كاونتر بونش) ، نعى فيه فلسطين ودون أقواله تحت عنوان : إستراتيجيات في فلسطين - الأمل الذي إختفى بسرعة وزال من الواقع - ، وقد ترجمت المقال الى الألمانية السيدة إلن رولفز والسيدة تيا جاينتز .
ويصدق هنا قول الشاعر أحمد شوقي عندما نعى زوال الخلافة العثمانية عن الأستانه وبات قوله ينطبق على ما جرى ويجري اليوم في فلسطين :
        يا أخت أندلس عليك مني سلام           هوت ألخلافة عنك والاسلام
        نزل الهلال عن السماء فليتها             طويت وعم العالمين   ظلام

ولقد سبق للعديد من المؤرخين والباحثين أن تنبأوا بضياع فلسطين بعد رحيل جمال عبد الناصر وأضحت النبؤات شبه واقع بعد أن إهتزت عروش الجهالة العربية ولم تستطع التستر والإنزواء بعد بزوغ عصر المعلوماتية وعندما تحول الحكام العرب إلى مجرد فئران لا تقوى إلا على الركوع على أربع أمام كل غازي وأجنبي ملامحه غير عربييه !
أما ضياع فلسطين المؤكد والموثوق فقد تم فعلا عندما جاء قدامى "الثوار" يحملون على براذعهم وفي جعابهم ، معاهدة الإستسلام والتسليم المسماة بمعاهدة أوسلو والتي تمت في تسابق محموم مع الزمن ما بين فريق عرف ما أراد بكل تصميم وتخطيط ولعب على الالفاظ وتغرير بالنوايا وطمس للحقائق ومكر ودهاء وكذب ورياء ، وبين فريق أقل ما يقال عنه أنه جاهل ساذج وابله ، بليد لا يقرأ ما يوقع عليه أو أنه لم يعتني إلا بمصالحه الشخصية كالحصول على لقب ومال وكرت (VIP) فساهم في ضياع كل شيء ، وظل ولا يزال يسير على نفس درب الضياع والعبثية والكارثة المصيرية الحتمية ولا يمكن الا أن يجلب على نفسه صفة الخيانة بحكم النتائج التي لا يمكن التستر عليها بعد اليوم والتي إنتهت إلى ما أنتهت إليه ألا وهو ضياع فلسطين بالكامل ، ولهذا نسأل : ألم يحن الوقت لأن تعلن السلطة المسماة بالفلسطينية حل نفسها وتختفي عن المسرح وليتحمل الاحتلال عبء قطاع غزة والضفة الغربية ؟

محمد سليمان ـ باحث في ألمانيا / 26/ 04/ 2005