هكذا تكون الرجال
محمد سليمان ـ ألمانيا

كم من الإجلال والاحترام أكنه للمستشار الالماني جيرهارد شرودر حين أعلن مباشرة بعد خسارة حزبه للانتخابات الفرعية في ولاية من ولايات ألمانيا الستة عشر عن عزمه على تقديم إستقالة حكومته الاتحادية والعودة لرأي الشعب وقراره عمن يريده أن يتولى سلطة إدارة الدوله في إنتخابات حرة ونزيهة تجري في أقل من شهرين بعد قبول إستقالته !!

نعم إنني لأنحني إجلالا وإحتراما لك يا هر شرودر مشتشار أقوى وأغنى وأعظم نفوذا وسيادة لدولة محورية مركزية في قلب أوروبا رغم الصعوبات الهائلة وما نجم عن رياح العولمة العاتبة وتأثيرها البركاني على إقتصاد ألمانيا كدولة الثقل والقيادة في أمور الصناعة والبحث العلمي والإختراع والتطوير لصالح كل الانسانيه !!

هذا الرجل وعلى العكس من الحاكم العربي ، لم يزعم إنه قائد ثورة ولا إنه الملهم الفذ والفيلسوف والمفكر والمبدع صاحب النظريات الخضراء والسوداء والصفراء ولم يطبق بالجهالة والتأخر والكبت والكذب والرياء إغلاقا كاملا على قطعان شعبه وحرمانهم من الإلتحاق بالبشر ولم يبدد خيرات وموارد شعبه في نزوات جنون وخبل لم يعرف لها التاريخ مثيلا !!

هذا الرجل وعلى العكس من الحاكم العربي ، لم يجعل من بلاده مرتعا وإسطبلا للإنفجار السكاني وهو يعرف أن لا عمل ولا ماء ولا غذاء إلا لعشرة في المئة من سكانها الذين إبتلوا بحاكمهم وحاشيته والكلاب المسعورة من حوله وحول البلاد إلى دويلة عالة على أجيالها وجعل منها ألعوبة في يد الصهاينة تباع آثارها في سوق النخاسة وحول أفراد جيشها المهان به إلى متسولين لا وزن ولا قيمة لهم وكل ما يناط بهم من مهام ، هي ذبح الشعب !! والادهى والأمر أن الحاكم العربي قد إلتصق بكرسي الحكم المشؤوم ولم يشبع او يستحي أو يخجل ، لا بل راح ينادي بتوريث الحكم لإبنه ، الجرو الصغير ليواصل مسيرة الفقر والمرض والجهل والإستبداد التي بدأها أبيه !!

شرودر لم يكن يوما ما ، كمن إستأسد على قومه ، ينهبهم ويقيم لهم المشانق ويذبحهم في سجونهم بطائرات ودبابات ومدافع الهوان والعار التي لم تنطلق ولو مرة واحده نحو من إحتلوا الأرض وهتكوا العرض ووصلوا أطراف وقلب عواصم عربية !!

شرودر لم يكن كمن قدم سماء وهواء وزيت وسواحل وموانئ بلده للعبث والتصرف المشين لكل غازي ومعتدي أثيم على أهله وبلده وترك له حرية النهب والتصرف حيثما وكيفما شاء متوسلا فقط أن يظل كل منهم ملتصقا بكرسي السدة والعبثيه أبا عن جد وإبنا عن أب على مدى الحياة وحتى تقوم الساعه مع السماح لهم بسوق قطعان شعوبهم لدعاء الرب أن يطيل عليهم عمر الهوان ومهزلة القدر !!

والقائمة سوف تطول وتطول إذا أردنا أن نقص كل ما يزكم الأنوف من روائح مهازل الإمعات واشباه البشر المتسلطة على رقاب العباد الخانعة في مشرقنا العربي والتي تحولت إلى شياه تذبح طواعية وباتت كالحيوانات تسير على قدمين !!

نعم مرة أخرى إني لأنحني إجلالا لك يا هر شرودر ولأمثالك من الرجال الذين فرضوا احترامهم على الآخرين وحتى أنني على استعداد لاحترام العفاريت ، إن هي ساعدت العرب على تحطيم كل هذه الاصنام وأزاحة هذا الكابوس الذي بات عبئا على كل البشريه ولسوف تهدد تداعيات هذا الوضع ليس فقط الشعوب الواقعة تحت المصيبة والنكبة مباشرة ، لا بل إن الأمر لن يطول حتى تجد أوروبا ومن بعدها الامريكيتينن نفسها تدفع ثمن رجس وجرائم جهل حكام العرب الذين لم ولن يتعظوا مطلقا ولن يفيدنا إلا التضامن في سبيل إزالة ورثة أبي جهل .

محمد سليمان ـ باحث في ألمانيا / 24/ 05/ 2005