أفكار واطروحات
للمهندس محمد سليمان (باحث - في ألمانيا)

نحو أفق جديد من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه والحاجة الى منحى عقلاني ومسلك متغاير للحكام العرب !!

الفقر , ألأمية, الإنفجار السكاني وانعدام الثفة بين الحاكم والمحكوم لا يمكن معالجتها بمزيد من القهر والحرمان !!

كل هذا سوف يجعل السفينة وعليها الجميع ترتطم وتتحطم من جراء الصخور الناتئه والامواج المتصاعدة دوما !

جماعات الحكم والسلطة مدعوة للتبصر من أجل السلامة والاطمئنان للحاضر والمستقبل وكسب ثقة وجهد مواطنيها !

في فترة الانقلابات في أواخر القرن ألماضي وصعود حمى القومية العربيه وحرب الدعاية والتحريض بين ما سمي آنذاك بالرجعية وما دعي بالتقدمية واحيانا الانبعاثية او التحررية او الاشتراكية واحيانا أخرى الدعوة بالعودة للخلافة ونهج الاسلام , قال الرئيس
جمال عبد الناصر مقولتين شهيرتين وهما :

أولا ليس للعرب من أمن أو سلام ولا تقدم او حتى بقاء ومحافظة على كياناتهم وبلدانهم إلا بوحدتهم وتآزرهم وتضامنهم جميعا!

وثانيا إذا كان لنا أن نتخلص من وتيرة الانقلابات وازاحة السيف المسلط والفتن والتربص بين الحاكم والمحكوم فعلينا ليس فقط ان نعمل على توعية المواطن العربي بل وان نضمن له الاكتقاء الاقتصادي بإيجاد العمل والكسب المتواصل لاعالته وإعالة عائلته!!


وبيٌن عبد الناصر إن ذلك ممكن وهو في مصلحة الحاكم قبل أن يكون لمصلحة المواطن وذلك بأن نسخر اموالنا ومدخراتنا المهاجرة والمكبلة دوما لدى البنوك والمصارف الاجنبية والشركات الاحتكارية ونستغلها في منطقتنا العربيه مما سيجعل كل بلدان العالم العربي واحة للرخاء والاكتفاء والتقدم وانعدام العوز وبذا لا يعود هناك من وقت أو حاجة لا لموظف او عامل أو مجند
او سياسي مهاتر او خطيب طنان أن يقوم بأي عمل ضد مؤسسات الدولة أو زعزعة إستقرارها ولا حتى مسائلة رئيسها أو كبار مسؤوليها !!

وليس هذا فقط بل إن النفع العام والمردود الربحي سوف يكون امرا مدهشا واكثر بكثير مما يحصل عليه واضعي أموالهم في بلدان الغرب ألتي تتلاعب بهذه الاموال وتخفض من قيمتها ومردودها كلما ارادت ناهيك عن إختلاق الازمات والمخاطر والحروب التي تعصف احيانا بكل ارصدتهم ولا تبقي لها من اثر فيتحول الدائن الى مديون بين عشية وضحاها
فيصبح عليه فوق ما بلي به ان يدفع ما بات عليه من مليارات الخسائر وبلاء الصفقات تماما كما شاهدناه في الحروب التي فرضت على منطقتنا بعد فورة تدفق الزيت في بلداننا وما كنا نعتقده أن يكون نعمة لنا فبات نكبة علينا وعلى أجيالنا القادمه!

إن المصيبة اليوم أن هذا التصرف وضياع الثروات قد فاقم الامور وزاد من المشاكل والتهديد للحاكم العربي الذي كان يظن بانه سيظل ثريا ويزداد ثراءه ويكون بمنحى عما سيتعرض له شعبه من مصائب وازمات فإذا به قد اضحى بين المطرقة والسنديان وتزايدت باستمرار نقمة رعيته عليه وراح يتخبط وبات مرتبكا ليس له من نصير حتى المسيطرين على امواله لم يعودوا له سندا وبات وجوده عبئا عليهم !!

أما الشعوب العربية فمشاكلها تتفاقم كل يوم فالفقر يستشري والامية والجهل يتعاظمان وعن الانفجار السكاني فحدث ولا حرج !!ناهيك عن فقدان الارض والاوطان وتمرغ الكرامةوتسلط الاحتلال وفتكه بالاطفال والنساء قبل الرجال وهذا كله لن يكون بعامل استقرار وسط العوز وحالة الغليان وعدم الرضى عن الحال والتآمر والتآمر المعاكس
والحقد الدفين على وضع يزداد سوءا ويتعاظم مصيبة مع كل مولود جديد ليس امامه الا ان يلتحق بجيش العاطلين عن العمل المعدمين والمعرضين للابادة من قبل السفاحين الجدد والذين لا تتم توعيتهم ولن تتم وسط هذا الخضم من الضربات الموجعه والزلازل المدمره والتي سوف تقضي على الاخضر واليابس !!

فهل يا ترى سوف يعيد حكام الاقطار العربيه حساباتهم بعد ان وضعوا مدخراتهم بعيدا وليس ببلادهم بل في اياد اجنبية هي وحدها التي تبتلعها وتتصرف بها مهددة بذلك حياة ومستقبل هؤلاء الحكام ومؤلبة عليهم ودوما شعوبهم ؟؟

دعونا بالله عليكم ان نحاول كسب المستقبل بعد كل الذي جرى وفات لعلنا نتمكن جميعا ان نخرج من عنق الزجاجة قبل ان تنكسر وتتكسر فيها اعناقنا وتتهشم بها ومعها لحومنا وعظامنا !!


إعداد محمد سليمان د. هندسه (باحث - في ألمانيا)
22. 09 2004