تقييم ورأي مع فحص ومراجعة بعد القراءة الدقيقة والمستفيضه
قلم : د. محمد سليمان ـ ألمانيا

كتابان يصدران بالالمانية عن تاريخ ومجريات القضية الفلسطينيه امتلأا بالوقائع والحقائق والمراجع والتحليل العلمي المدعوم ونظرة العارف الذي تمرس واختبر الامور وترعرع في تراب فلسطين من مدن وقرى ومرابع ومحافل !!

ألاستاذ شريف أبو جابر مؤلف الكتابين لم يغني المكتبة العربية فقط بما جاء في الكتابين بل ساهم ايضا في إغناء وتثقيف من أراد من القراء والمثقفين والمقكرين والمحللين الباحثين الاجانب والعرب فهم ومعرفة وخلفية ما جرى ويجري لفلسطين والعرب من احداث ومآسي وإلى أين سيقذف الموج بالسفينة وقد كادت ان تغرق ؟؟

الكتاب الاول
: ألإملاء - إستسلام عربي , إنتصار إسرائيلي سلام أمريكي !!

ألكتاب الثاني : تاريخ فلسطين بين الواقع والنسج الخيالي !!

ويجدر بنا بادئ ذي بدء أن نعرف القارئ لهذه السطور عن " من هو السيد شريف أبو جابر " وباختصار نقول إنه إبن فلسطين الذي أوفى بعهده أن يعمل ويفنى ويضحي بماضيه وحاضره ومستقبله من أجل بلده وشعبه ومستقبل قومه ويفي لكل من اخلص نحو طموحات وحقوق اهله ووطنه ! أما اسمه وأين كان يسكن ومن أي قوم وعائلة انحدر وكيف نشأ وتربى
واين أنتقل وتنقل في حياته فلا أريد أن أزيد عما جاء في تعريفه ودون في إفتتاحية الكتابين المذكورين اعلاه واود أن أنبه فقط بانه في ألمانيا والبلدان العربية من الاردن وبلدان الخليج وبعض انحاء اوروبا بات معروفا وبتقدير لدى شرائح واسعه من المثقفين والكتاب ومعاهد البحث العلمي وحتى بين السياسيين والمسؤولين الحكوميين !

وأعود ألآن الى ما ورد في الكتابين وأهمية معرفة ذلك ودراسته وترجمته الى لغتنا العربيه وتدريسه في معاهدنا وجامعاتنا ومدارس النشئ الجديد لتغطية العجز المخجل والنقص في معرفتنا ليس فقط عن قضيتنا ولكن عن فهم الآخرين وكيف وعلى ماذا تربوا وبأي دين يبشرون وأي تعاليم وملة يتبعون وكيف هم يفهمون ثقافتنا وديننا في حين نحن بقينا صم بكم عمي لا نعرف عنهم إلا اليسر النزر اليسير ودون حجة او مرجع أو إمكانية مقارعة او برهان !!!

يشرح الكتاب الاول - وانا لا أريد هنا الاطالة لانني اود ذلك ببعض الشيء عن الكتاب الثاني - ويسوق بعضا من تاريخ اليهود ومن اين وكيف جاءوا وتصرفوا مع أوروبا وكيف تعاملت معهم أوروبا وينتقل الى حضورهم الى فلسطين ودعمهم من القوى الغربية وراس المال اليهودي وإنتقالهم إلى الفتك بالفلسطينيين والاستيلاء على الارض وإستباحتهم لكل شيء حظرته كل الشرائع والاديان واسخدام الاعلام الخبيث المضلل و و و إلى ان احتلوا كامل البلد واجزاء واسعة من سوريا والاردن ولبنان ومصر ودمروا وقتلوا وارهبوا ثم جاءت شباك وفخ أوسلو وها نحن نرى إلي أين وصل بنا الحال وهو ما أعطى للكتاب عنوانه " ألإملاء ألإستسلام ثم وبإستهزاء وإستهجان وعجب وصفه بان هذا هو السلام الامريكي !!

وكما ذكرنا فالطرح طرح مستفيض وعلمي ومدعم بالمراجع والاثباتات والاقتباس من اقوال اصحاب القرار وفضح المسلك اليهودي الصهيوني التآمري وخضوع أو خنوع الكثير من المتواطئين من قوى عالميه ووسائل إعلام طاغية عاتية ومن الخونة والمنتفعيين الرخيصين من بني قومنا وجيران فلسطين من بني العمومة ألعرب ألاقحاح ويا للاسى والحسره!!

أما الكتاب الثاني - فأهميته فوق ذلك - في شرحه وتبيانه الموثق لتاريخ فلسطين ومدينة القدس ودحض الروايات والمزاعم والسياقات الدينيه المذهلة في نصوصها وزعمها وتزويراتها وبعدها عن كل منطق وتاريخ وتطور انساني او ديني مسيحي او اسلامي وكيف أن الكاتب يسوق لاثبات ذلك نصوصا من الانجيل - العهد الجديد - ثم يشرح كيف جرى تحريف وتزوير العهد القديم أي التوراه وكيف انصبت كل هذه الخرافات لتكون الديانة التلمودية اليهودية الجديده التي انسابت لتصبح جزءا من الانجيل المسيحي ؟؟ ويسوق الكاتب نصوصا من التلمود مشيرا الى الموقع والصفحة والسطر في التلمود البابلي الاصلي وتلك نصوص تشيب عند قراءتها الرؤوس حتى يطير عندها عقل ووعي ورجاحة القارئ !!!

ولا يغفل الكاتب عن مقارنة عادله وسريعة بين نصوص القرآن وتلك النصوص التلمودية النازيه الاستعلائية العنصرية السفاحة وكيف طبقت حرفيا على اهلنا وابناء جلدتنا سواءا في فلسطين او غيرها في الوطن العربي !!

وينتقل الكاتب الى ما تمارسه اسرائيل من فظائع باسم كفاح ما سمته بالشعب الاسرائيلي في حين تسمي نضال الشعب الفلسطيني
بالارهاب وكيف انها سوقت ونجحت الى حد ما في ذلك !!

ولا ينسى الكاتب ذكر ووصف المجازر التي ارتكبتها اسرائيل مثل دير ياسين وقبيه والدوايمه وغيرها ثم التدمير والخراب الذي تمارسه اسرائيل دون رادع أو وجود مغيث او مسعف للضحية وكذا يعرج الكاتب على تآمر وخنوع وتواطئ الساسة في اوروبا وعلى الاخص في الولايات المتحدة الامريكية ووصول ذلك الى حد الشراكة في الجريمة ويا لويل الشعب الفلسطيني الاعزل المؤمن بالله والعدالة الانسانيه !!!

واخيرا يورد الكاتب نصوص القرارات العديده التى حورت قصرا لصالح اسرائيل مهما كان امرها !!

وكما قلت اعلاه فان هذا الكتاب يجب ترجمته من قبل الجامعات العربيه وحتى من قبل الجامعة العربيه لوضع حد لجهل ابناء امتنا ليس فقط بحقيقة التاريخ بل ايضا لازاحة الجهل المزري بمعرفة نصوص ملل وديانات الآخرين واعتقاداتهم تجاهنا وعلى أساسها يتعاملون بها معنا ونحن لا زلنا نكتفي ومع الاسف وعن جهل مدقع بانها فقط تصرفات نابيه وغير انسانية ويا للجهالة وضحالة المعرفه !!


تاريخ النشر : 17:00 22.08.04