عبد الناصر في ذكرى ميلاده
مهندس محمد سليمان - ألمانيا


مهندس محمد سليمان
عبد الناصر , في ذكرى ميلادك لن ننسى لك تفانيك واخلاصك لأمتك واستقامتك في عملك وصفحتك البيضاء وطهارة روحك ونظافة يديك . لقد رحلت عنا بعد أن نذرت نفسك وجهدك وحياتك من أجل شعبك الذي لا زال عبثا يحلم أن يأتي بعدك من يملأ مكانك المتلألئ بعظمة الرجال والإرادة التي لا تتزعزع والإيمان الصادق , إيمان الأنبياء ولقد صدقت مع أمتك حين عاهدت الله ان لا تلين ولا تتراجع او تساوم فأوفيت العهد والميثاق حتى عادت روحك الطاهرة الى ربها راضية مرضيه : وها نحن وامتك الصابرة نتألم ونتألم ولسان حالنا ونحن وجها لوجه مع الحقيقة المره ألا وهي " وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر " !!

لقد كنت نبراسا ومعلما للاخرين لا سيما في شرقنا الذي ثكل بعد رحيلك , وإن لم يستطع من أمتك من يكون الخليفة لك إلا أن من نعم الحظ والإشارة السماويه أن جارة لنا قد أنجبت من تعلم منك وسلك طريقك مما قد يكون من حسن الطالع والبشرى بأن لكل معلم تلاميذ ولكل رسول من عاهد الله وامته ان يقتدي بالرجال العظام امثالك , وها نحن نرى في جارتنا " تركيا" من إتبع الهدى وسار على دربك وتعلم من قكرك واقتبس مجهودك وايمانك , نعم لقد ظهر الان في تركيا ليس كمال أتاتورك الجديد بل ناصر بني عثمان والمسلمين الاقحاح واصحاب المراس اليقين " السلاجقة الاشداء الجدد " !!

إردوغان هو مثيل لعبد الناصر الذي يظهر الان في تركيا ! هذا الرجل الجريء الذي يقود تركيا السلطنة العثمانية التي تعثرت وتناثرت وجرفت من جرفت معها فطال صراع الرجل المريض وغاب عن الاحداث وهجمت عليه الذئاب ولكن إردوعان اعاد للمريض نفح الحياة فبدأ يتعافى وصمد في الازمات وصراع المصالح ونهم المفترسين ويكاد يوقف جشع الامبراطوريات وصد مدها وتوسعها فاوقفه عند حدود بلاد الاستانه فحق عليه الثناء والله لن يخلف الميعاد !!

أما نحن في الموقع الاخر من أسيا وافريقيا فمتى ستزيح شعوبنا جناكيزخاناتها و هولاكوواتها وتتنفس الصعداء وحتى ذلك الحين سنظل مشدوهين ونحن نامل ان يكون لنا من خليف لناصرنا كي لا نعود لننعي ونحن نتطلع الى أردوغان بيت القصيد المحزن لنا والمثبط لعزيمتنا ونقول عبثا واستسلاما : يا خالد الترك جدد خالد العرب .

محمد سليمان / ألمانيا
2005-01-16