حول تصريح كونداليزا رايس الأخير
بقلم : محمد سليمان - باحث في ألمانيا

تناولت وزيرة الخارجية الأمريكية في تصريحها الأخير ، الوضع الاقتصادي المزري للبلدان العربية ووصفته ، بأنه وضع لا يمكن تحمله لأنه بات يمثل عبأ على العالم أجمع ، من حيث أن تعداد السكان والانتاج القومي الكلي لتلك البلدان لا يصل لمستوى إنتاج إيطاليا لوحدها !!
نحن لا نرى في تصريح وزيرة الخارجية الأميريكية أي جديد ، سوى أنها اعتبرت بأن البلدان العربية بوضعها الحالي ، أضحت تمثل عبء على العالم أجمع .
فقد سبق لنا وأن نوهنا مراراً إلى أن المعدل السنوي المرتفع في الزيادة العددية لسكان البلدان العربية ، لا يتناسب بأي شكل من الأشكال مع معدل الإنتاج القومي المنخفض لتلك البلدان ، لا بل أنه يسير في خط معاكس له ، الأمر الذي لا بد وأن تكون له نتائج مأساوية ، أقلها إنتشار الفقر والجهل والمرض في المجتمعات العربية .
كذلك ، أكدنا على ضرورة قيام العرب أنفسهم ، بعمل ما ، ومهما كان راديكالياً ، لمواجهة ما قد ينتج عنه وضعهم الحالي من عواقب وخيمة عليهم ، وقبل أن يقوم غيرهم ، أمريكيا مثلاً ، بالتدخل في شؤونهم بذريعة إصلاح أوضاعهم المأساوية تلك ، لا سيما وأن هناك شائعات تتناولها بعض وسائل الإعلام عن وجود مخططات لكيفية علاج مسألة النمو السكاني في بلدان الوطن العربي ، ومنها ما يصل إلى حد التفكير في إذابة مساحيق للعقم وعدم الإنجاب في مياه الشرب ، وما إلى ذلك من طروحات جنونية .
لكن السؤال الذي علينا تكرار طرحه الآن هو ، كيف وصلنا إلى هذا الوضع المأساوي وعلى أيدي من تم كل ذلك ومن أوصل بنا إلى تلك الحفرة التي بتنا نتهاوى إلى قاعها ونكتشف في سقوطنا المتسارع بأنها اصبحت بئرا بلا قاع !؟؟؟
لا أظن بأن الجواب يخفى على أحد ، إنها الطغمة الحاكمة في الوطن العربي ومن يقف وراءها ويحميها ، وأول هؤلاء ، تقف الإدارة التي تمثلها السيدة وزيرة الخارجية الأمريكية .. كذلك ، لا يجب نسيان دورنا كشعوب مهللة ومطبلة لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو الذين هم سبب كل الكوارث التي حلت بنا .
أخيراً ، لا يسعنا ونحن نرى ، كيف تكالبت الذئاب وتجمعت لنهش ما تبقى من كرامتنا ، سوى توجيه النداء والنصح لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو : تنحوا جانباً .. تنحوا عن مواقعكم بكل ما تتطلبه شجاعة وشهامة الرجال .. تنحوا جانباً ولكم منا الاحترام والتقديس وعهداً أن نصرف لكم أضخم راتب على مدى الحياة وافخم قصر .. وعسى أن تجيبون وترحمون والله خير المجيبين والراحمين !!

م . سليمان ــ باحث في ألمانيا / 11 02 2005