أحلام النهوض

سحائب ملبدة بهموم الوطن السقيم ، أراها وهي تعبر إلى صفحة سماء عالمي الصامت لتمزق كل ما عليها من حروف الأماني التي كنت أكتبها بمداد من دمي والدموع .
صوب الأفق الشاسع وجهت نظراتي لتبحث خلف المدى البعيد عن حيز من فراغ أجعل منه وطناً بديلاً لتلك الأماني التي أضحت تتسكع تائهة في أعماقي والصميم .
ليتني ما حركت رمال المتاهة في قفراء أحلامي ولا ناديت إعصار عشقي لهذا الوطن الكامن بين الضلوع ، فها قد خيم الظلام وغابت النجوم بعد أن تربعت ثقوب سوداء بلا ظلال ودون فيء على عرش النور في وطني وراحت تشحذ القمح والشعير وكل أصناف العلف من آلهة العتمة من أجل أفواه إعتادت على إبتلاع كل شيء إلا ألسنتها المقطوعة من أعناقها والوريد .
ُترى ، إلى أين سيقودني هذا الرحيل الفكري الدائم في وطن أصحاب المسالك البولية المسدودة والفقرات المنزلقة غضاريفها ، سوى إلى دروب نهايتها الهلاك المحتوم ؟
حبيبتي ، أوطاني العتيقة ، لقد فاض بي الشوق توقاً إليك وصارت تداهمني رغبة الغوص مرة أخرى في أحلام النهوض لعلني أستيقظ على وطن جديد .

احمد منصور ـ المانيا