نجمة داود .. وهل كان لداود نجمة ؟

أخذوا يقلبونها ، يبحثون أسفلها و فوقها وتحتها عن أي أثر ، ولما لم يجدوا شيئاً يدل على ماض لهم هناك ، راحوا يخطون نجمة داود على متن صفحة كل حجر قديم عثروا عليه في القدس ومن ثم راحت غربان البين تنعق بالخبر : يا من تبتلعون زيفنا وخداعنا بلا تمحيص ولا إمعان للنظر ، هذي حجارتنا وجدناها ونجمة داود سطعت عليها في سمر ، أما يكفي ذلك للدلالة على هيكلنا الذي إندثر ؟
غباء يا قوم ، وأي غباء : صرخت في وجوههم الأرض وكذا فعلت السماء وقالت لهم البلابل والشجر : ما كان لداود يا قوم نجمة ولا قمر وكل ما في الأمر يا قوم ، أن داود كان عابر سبيل نصب خيامه ذات يوم في أرض كنعان وحول القدس ليرتاح قليلاً من عناء الترحال والسفر ولم يكن إلا واحداً من العابرين إلى فلسطين وكما فعل من قبله النطوفيون والعموريون واليبوسيون والفينيقيون والهكسوس والمصريون ومن بعده الأشوريون والفرس والروم وأخيراً المسلمون فتحوها لتكون للنور ملاذاً ومستقر . وما وعدكم الله بشيء ، إنما هو وعد بلفور و وعود من والاه من الغجر .

نبذة تاريخية :
ظهرت "نجمة داود" إلى الوجود لأول مرة عام 1648 م وحكايتها بدأت في مدينة براغ التي كانت في ذلك الوقت جزءاً من الإمبراطورية النمساوية وعندما تعرضت براغ لهجوم من قبل جيش السويد ، كان هناك من بين المجموعات العرقية المتعددة والتي تولت الدفاع عن المدينة ، مجموعة من اليهود ، فأقترح إمبراطور النمسا آنذاك ، فرديناند الثالث أن يكون لكل مجموعة من تلك المجموعات راية تحملها وذلك للتمييز بينها وبين فلول القوات الغازية التي تحصنت في المدينة وبدأت بشن حرب عصابات ، وعلى إثر ذلك الإقتراح ، قام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف "داود" وهو حرف الدال باللاتينية والذي هو على شكل مثلث وكتبه مرة بصورة صحيحة وأخرى مقلوبة ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض وبهذا حصل على الشكل الذي نعرفه اليوم تحت إسم "نجمة داود" وأخيراً قام ذلك القسيس برسم النجمة على الراية وعرضها على الإمبراطور فوافق على أن تكون شعاراً لمجموعة اليهود المدافعين عن مدينة براغ ويبدو أن الفكرة أعجبت الجالية اليهودية هناك فاتخذت من نجمة القسيس رمزاً دينياً لها وهكذا بدأ مشوار الخداع فيما يتعلق بنجمة داود وأصلها .

احمد منصور ـ المانيا