معاً على طريق تحرير فلسـين

عفواً ، كنت أقصد من العنوان أعلاه ، القول : معاً على طريق تحرير فلسطين ، بيد أن المطبعة ، لعنة الله عليها ، أسقطت حرف الطاء سهواً من فلسطين .
ويلاااااااه ، مالذي سيفعله بي ممدوح نوفل مستشار الأخ "أبو عمار" بسبب إعتدائي الصارخ على حقوق سلطة أوسلو المحفوظة في طريقة الإسقاط المنهجي والمبرمج ، ليس بخطأ مطبعي كما فعلت أنا ، بل بإسقاط أجزاء كاملة من وطن اللا عودة على بدء ، وذلك من كل بورصات تداول التاريخ ومشتقاته وكل هذا من أجل خريطة طريق يعلقها أبناء المخيمات أمام نواظرهم الدامية ، وليس سهواً كما فعلت أنا ، وإنما عن سابق إصرار وترصد ومع ذلك فأنا أعترف بأن جسدي صار رطباً من شدة الخوف الذي لف أضلعي وما تحتها وها قد جئت كسيراً والأطراف مبللة ، طالباً المغفرة من حضرة المستشار ومن أبي عمار ، رمز شعب ما بين الجسرين ، جسر الأسنان الذهبية وجسر الملك حسين .
لكن وما دمت قد وقعت ومن البداية في خطأ فالطريقة الأمثل والتي أثبتت نجاعتها وقبولها من أولئك الذين يستخدمون أسنانهم لعض بعضهم البعض والتصارع على الفتات الملقى لهم في الوعاء ، تتمثل في السير على نهج الحكومات العربية والتي تقوم بتصحيح الخطأ بتركه كما هو ومن ثم البدء بالدفاع عنه ، لذلك سأترك تحرير فلسطين وأعود لشرح طريقة تحرير الفلسين .
بالنسبة للخطوات التي علينا إتباعها للوصل إلى مبتغانا المُعلن عن طريق الخطأ المطبعي ، فأنا أرى بأن من واجبنا وقبل البدء في عملية التحرير المفترضة منذ عقود ، أن نقوم أولاً بتحديد مكان الفلسين والبحث عنهما في الحسابات البنكية بشتى ألوانها المتعددة وأعرف بأن المهمة ستكون صعبة ، فالسلطة الفلسطينية لها وكما هو معروف ، أرصدة مالية في العديد من البنوك المنتشرة حول العالم ولكن يبقى أهمها ، بنك لئومي في تل أبيب وبنك العربي في عمان .
الآن أخشى أن يأتي أحدكم ليزعم بأن محمد رشيد سرق كل أرصدة السلطة وهرب ، ومن ثم يسألني هذا الشخص : لماذا أشغل نفسي في البحث عن شيء لم يعد له وجود ؟
ردي على تلك التنبؤات السوداوية لهذا الشخص ، سيكون بالقول ، بأن الكرامة العربية غير موجودة أيضاً ولكننا ما نزال نبحث عنها بين الشقوق وتحت عورة نخيل بغداد وفي جماجم أشجار الزيتون المُبتورة سيقانها قبل موتها بسويعات وبضع من الصواريخ والثواني حسب التوقيت الصيفي لمدينة أوسلو والشتوي لكامب ديفيد .
فسبحان الله يا أخي ، يبدو لي بأنك شخص متشائم ولا تؤمن بالحلول الجزئية ، فبالله عليك قل لي ، هل كان سيصبح للفلسطيني وزراء يفاخر بهم وبما لديهم من حسابات بنكية وقصور وشاحنات لنقل الإسمنت عبر القارات من أجل المساهمة في بناء سور "الصين" العضيم (بالضاد وليس بالظاء) ، لولا هذه الحلول الجزئية ؟ إذن دعنا من كلامك الذي لا يُسمن ولا يُغني عن جوع ، أم أنك تريد أن تراني جائعاً كبقية حال المواطنين العاديين أو بالأحرى كغالبيتهم ؟؟
أعوذ بالله منك يا أخي ، لقد جعلتني أضرب بيدي وبشدة على طاولة مؤتمر التحرير المفترض وأتوعد وأهدد بترككم والغضب عليكم كما لو كنت الرمز نفسه ، وها أنا سأتوقف مثله عن التحرير بكل أنواعه وأعود أدراجي إلى المقاطعة ، ويا جبل ما يهزك ريح .

احمد منصور ـ المانيا