هل هذا ما يريده نظام الماسون العربي ؟
تاريخ النشر : 07:13 05.07.02

الزعم بعدم وجود مؤامرة هو بحد ذاته مؤامرة ، فما يحدث الآن على الأرض الفلسطينية من تجويع جماعي لشعب كامل والصمت العربي والدولي في المقابل ، لا يمكن وصفه بشيء آخر غير أنه مؤامرة .
فكل مشاهد الآونة الأخيرة تؤكد على أن الكيان الصهيوني الذي لم يتمكن بترسانته العسكرية من إيقاف الإنتفاضة الفلسطينية قد لجأ اليوم الى سياسة التجويع كوسيلة همجية لتركيع الشعب الفلسطيني ومن ثم فرض "سلام الجياع" عليه .
الغريب العجيب ان تشارك أنظمة الماسون العربية كيان صهيون في تلك الجريمة ، ليس فقط بصمتها على ما يحدث وإنما بشكل عملي وفعلي وعن طريق فرض حصار خانق على المناطق الفلسطينية الى جانب طرحها بين الفينة والأخرى لمشاريع مبادرات "سلام" هدفها الأول والأخير التغطية على ما يرتكبه كيان صهيون من مجازر وسفك دماء مستمر بحق شعب فلسطين .
فالنظام الأردني الذي طالما برر علاقته الآثمة وتعاونه مع الكيان الصهيوني في شتى المجالات ، على ان في ذلك مصلحة للفلسطينيين ، بدأ ومنذ عدة شهور بتطبيق سياسة الجسور المغلقة امام تحركات الفلسطينيين من والى المناطق الفلسطينية .
هذا في نفس الوقت الذي تباع فيه تبرعات المواطنين المصريين في الأسواق الحرة لعدم تمكن المنظمات المصرية إيصال تلك التبرعات الى الفلسطينيين عبر الحدود على الرغم من وجود علاقات طبيعية بين الكيان الصهيوني والنظام في مصر .
وليس صدفة ان تتزامن تلك الإجراءات مع حملة رموز الماسون العرب ضد أي نوع من انواع المقاومة الفلسطينية لا بل المطالبة علناً بإيقافها ولو بقوة السلاح والتجويع معيدة بذلك الى الذاكرة سيرة ثورة عام 1936 والتي أكد المؤرخون ومنهم صهاينة أنه لو لم يتم إيقافها عن طريق الضغوطات التي مارسها امراء الماسون العرب على الفلسطينيين ، لكان حدث تغير جوهري في طبيعة الصراع بحيث أدى ذلك الى فشل المخطط الصهيوني بإقامة كيان على أرض فلسطين .
من يشاهد مناظر المواطنين في مصر والأردن وحماسهم تجاه القضية الفلسطينية للدرجة التي تناسوا فيها متاعبهم الإقتصادية وهبوا للتبرع بالغالي والنفيس لإخوانهم في فلسطين ، لا بد وان يعتقد بأن الأمور تسير على أحسن وجه ، لكنه سرعان ما يصاب بصدمة رهيبة مخيفة حين يلقي في المقابل نظرة على ما تفعله أنظمة تلك الدول ، وطريقة إستخدامها لكل أساليب القمع وفنون الإضطهاد لقتل هذا الحماس الشعبي ، حينها يتأكد للناظر أن هناك شيء ما يجري في الخفاء ، لا يحب البعض وصفه بالمؤامرة وإن كان هو كذلك .
لكن ما يسهل على رجال الإعلام العربي الساقط تسويق تلك الأمور على أنها طبيعية ، هي تلك الأمية والجهل المنتشرين في وطن يقوده حكام القهر بخطوات متسارعة نحو العصور الوسطى والحجرية .´
فلماذا لا تريد تلك الأقلية في الوطن العربي ممن يجيدون القراءة والكتابة ان ترى الواقع كما هو ؟ ألا يعرف هؤلاء بأنهم إذا تركوا فلسطين امام الأعداء وحدها وإذا هي خفقت برأسها فسوف يجدوا أنفسهم ومعهم الوطن العربي الكبير وقد إضطروا صاغرين الى السجود امام آلهة صهيون ... فهل هذا ما يريده نظام الماسون العربي لأبناء هذا الوطن ؟

احمد منصور