خلفيـات وطـن
تاريخ النشر : 08:20 29.08.04

في عام 1991 تقدمت شركة التنقيب عن النفط في كيان صهيون إلى وزارة الدفاع الصهيونية للحصول منها على إذن يخولها البدء في التنقيب عن النفط في منطقة "بالماخيم" وذلك بعد أن أكدت الفحوصات المخبرية التي أجريت على عينات من تربة تلك المنطقة وجود مخزون نفطي كبير فيها ، بيد أن وزارة الدفاع الصهيونية ظلت ومنذ ذلك التاريخ ترفض طلبات الشركة المتكررة بمنحها هذا الإذن وترى بأن الأمن أهم بكثير من النفط ومشتقاته حيث أن "بالماخيم" هذه ، هي منطقة مخصصة لإجراء التجارب على الصواريخ بعيدة المدى .

حين قرأت هذا الخبر قبل حوالي الإسبوع تقريباً ، تذكرت بشكل عفوي وغير مقصود ، سمو الأمير فلان بن آل فلان والذي فتح كل الأبواب على مصراعيها للتنقيب ، ليس في باطن أرض بلاده وحسب وإنما في "خلفية" سموه ذاتها ، لعل وعسى يخرج منها نفطاً أو أي شيء من هذا القبيل ، يكون له ثمناً .
تذكرت كذلك ، فندق الواحة و "خلفية" صاحبه محمد دحلان فهو أيضاً ، رجل أمن بالدرجة الأولى ويشارك وزارة الدفاع الصهيونية الرأي بأن الفنادق أهم بكثير من النفط ومشتقاته .
ولا أنسى "خلفية" جميل الطريفي الإسمنتية والتي هي أهم بكثير من أي شيء آخر .

المهم معرفته ، هو أنه وفي نهاية تنقيب قلمي في خلفيات شخصيات عربية مهمة ، توصلت إلى نتيجة مفادها أن أمن وسلامة خلفيات صُناع القرار السياسي لدى العرب ، هي أهم بكثير من أمن الوطن ولذلك أقترح بأن نبدأ ومن الآن بتسمية الوطن العربي بـ "وطن الخلفيات" ، فهو قد أصبح حقاً في مؤخرة الأمم .

احـمد مـنصور ـ المانـيا