مطية من لا مطية له
تاريخ النشر
: 12:43 28.08.02

عادة ما يسيل لعاب حكامنا لمجرد سماع ان أحداً ينوي تقديم منح مالية لدول منطقة ما يسمى بـ "الشرق الأوسط" .
هذه المرة أعلنت الولايات المتحدة نيتها ، منح مبلغ مليار دولار لدول بعينها في منطقتنا العربية مستبقة بذلك ماقد يصدر من قرارات إملاء من قبل "اللجنة الرباعية للشرق الأوسط" والتي ستنعقد قريباً وهي تضم كل من امريكا وروسيا والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة .
والمعروف عن لجنة ذوات الأربع تلك أنها تشكلت فقط لإحتواء ما قد تواجهه المنطقة من فيضانات عارمة قد تسببها أنهار لعاب حكامنا بعد سماعهم نبأ منحة المليار والتي غالباً ما تليها مليار بصقة على وجه كل حاكم تمدتد يده للقبض على زناد الدولار ما يجعل الأمر أكثر خطورة .
وقد شاءت الأقدار لحكامنا ان تلهث وتلهث أكثر كلما ازداد زحف ذوات الأربع في عقولهم بفيروس من فصيلة "سلام" .
لهذا فقد اصبح المتداول عن حكامنا في بورصات الأحذية العالمية ، هو أنهم "مطية من لا مطية له" أو هم أسهم معتمدة لكل من يريد المساهمة في مشروع مسلخ دعاة "من ليس معنا فهو ضدنا" !
وأنا هنا لا أتحدث عن صدفة بل عن مصادفة غريبة ربطت ما بين الفيضانات المدمرة في اوروبا وتحركات الغازات الأمريكية في الهواء ، لا بل أن هنالك نظرية علمية مفادها أن إهتزاز جناحي فراشة في مكان ما قد يؤثر على المناخ في مكان آخر من العالم قد يبعد آلاف الأميال ، من هنا فإن خطر حدوث تغيير في المناخ العام لمنطقتنا بسبب سيل لعاب حكامها هو أمر غير مبالغ فيه على الإطلاق . ومخطيء من يظن أن شيء كهذا لا يمكن أن يحدثه سيل لعاب نيف وعشرين حاكماً ، لأن الحاكم يبدأ برجل شرطة المرور المرتشي والذي تعلم تحرير المخالفات لغير المخالفين بعد أن عرف بحكم تجربته بأن المخالفين لقواعد المرور ، هم عادة مسئوولي الدولة وليس المواطنين العاديين .
والحاكم كذلك هو هذا الذي يقضي أيامه ولياليه في إشتمام رائحة زبالة بيوت المواطنين ليرى إذا كان هنالك من لا يلتزم بسياسة "حزم البطون" التي أمر بها قائدنا حتى يستطيع شراء "اليخوت والصقور الجارحة" والتي تظهر في ميزانية الدولة تحت إسم "دبابات و طائرات حربية" تحت بند : تحضيراً لمعركة "صيد السمك أو صيد الغزلان" أي أن عدو حاكمنا اللدود عادة ما يكون سمكة ضائعة في بحر المتوسط او غزال بريء في صحراء الربع الخالي ، وهؤلاء نعرفهم تحت إسم "التحري" وهي زمرة من المعتوهين والتي إن لم يجد عناصرها ما يتحرون عليه ، تحروا على أنفسهم . ولا ننسى كذلك عناصر أجهزة الأمن المختلفة والتي تأسست أصلاً لزعزعة أمن المواطن بالدرجة الأولى ، فهؤلاء جميعهم "حاكم" ! والمحصلة هي أن إسم الحاكم لدينا غالباً ما ارتبط بالفساد ، وعليك إذن أن تنظر حولك . هل تجد إلا قلة من الشرفاء وكثرة من المفسدين ؟ لذلك أخشى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه جميعنا حاكم !

احمد منصور