خراب في النقب وأنا وأنت كنا السبب
تاريخ النشر : 22:54 25.08.04

شارون ، هذا الوحش الكاسر الذي أخذ يستمرىء أصالة الكرم العربي لأهلنا في النقب حين خرج أهالي مدينة رهط لإستقباله وبرغم معرفتهم بأنه جاء إلى ديارهم ليمهد لحفلة افتراس حيوانية جديدة ، ها هو وبالفعل وبعد أسابيع قليلة على زيارته لمدينة رهط وقد أعطى أوامره للجرافات كي تنهش بأنيابها الحديدية بيوت العرب في قريتي أم متنان وأبو تلول ليؤكد بأنه وحش آدمي من نوع نادر الوجود وأن التلذذ على افتراس لحوم الخراف لا يكفيه وإنما هو بحاجة ماسة للتلذذ على رائحة خراب البيوت والدمار الذي خلفته جرافاته المسعورة .

لكننا لا نستغرب من هذا الوحش الآدمي أفعاله الوحشية ، فهذه هي طبيعته وإنما نستغرب تصرفات بعض المراهنين على كيان صهيون من العرب وأولئك الذين ما زالوا وبرغم كل ما حدث ، يضعون خوذة جيش صهيون على رؤوسهم بدلاً من العقال ، فهؤلاء هم من أدخل غرباء صهيون إلى بيوت الشعر البدوية فصار شيخ العشيرة لا يجرؤ على منع بناته من كشف العورات أما الغرباء ما دام الأولاد يلبسون بساطير حرس الحدود الصهيوني "مشمار قفول" ويفاخرون بها ويعرضون أنفسهم بلباس جنود صهيون أمام الفتيات كالبضاعة البائرة ويحسبونها دليلاً على الرجولة وليس دليلاً على الإستعباد والخنوع لمن لا يرحم حتى الإبل في النقب ناهيك عن أن يرحم العربي الذي يأسف على موته بقدر أسفه على موت ذبابة ، كما قال الحاخام موشي ليفنغر رداً على سؤال طُرح عليه بعد مذبحة الحرم الإبراهيمي .

كذلك لا يجب أن ننسى دور مصر والسعودية في الكارثة التي حلت بعرب النقب ، فكما هو معروف فأجزاء كبيرة من جنوب صحراء النقب هي أراضي كانت تابعة للحجاز ولمصر قبل أن يضع كيان صهيون اليد عليها .

هنا لا بد لنا أن نتساءل عن السبب من وراء عدم مطالبة مصر والسعودية ، ولو بالكلام ، بحقيهما المسلوب في النقب ، حيث أن مطالبة كهذه لها أن تقلب الأمور رأساً على عقب فتصبح صحراء النقب ما بين ليلة وضحاها ، منطقة متنازع عليها ومن ثم تنطبق عليها القوانين الدولية التي تحرم تغيير الطبيعة الجغرافية لأية مناطق متنازع عليها إلى أن يتم تسوية النزاع بين الأطراف المعنية مما له أن يحسن الوضع القانوني لسكان النقب العرب وبدلاً من ركض أهلنا خلف محاكم صهيون لنيل الإعتراف بقراهم سيلهث صهيون عندها لنيل إعتراف عرب النقب بوجده على أرضهم .

لكني أرجح دخول إبليس إلى الجنة على أن تطالب السعودية أو مصر بشيء كهذا ، فالتنازل عن الحقوق بالنسبة للجبان أسهل بمراحل من المطالبة بها .

احـمد مـنصور ـ المانـيا