كم هو مسكين .. شعب فلسطين ؟
تاريخ النشر : 13:10 25.08.02
كم هو مسكين شعب فلسطين ؟ وعدوه بوطن بلا خريطة للأحزان ، بلا حدود للشقاء ، بلا نهر للطهارة ، بلا
بوصلة للذات ، بلا نافذة يرى من خلالها كيف تقتلع شجرة زيتون عاصرت زمن الأنبياء .
كم هو مسكين شعب
فلسطين ؟ وهو الذي ضحى دون ان يدري ، بكل ما لديه لإستجلاب ثوار الدولار ، صنع لهم من دماءه أنهاراً
لتصل سفنهم محملة بخناجر مسننة لطعن صدر مقاومته . وها هي مقصلة ثوار الفنادق تسابق الزمن في
البحث عن رأس مقاومتة ، فيما يجلس فحول عشيرتنا في الصف الأول فوق المدارج الرومانية وعلى إنتظار
أحر من جمر السفالة لمشاهدة ملحمة سالومي ورأس النبي يحيى يتأرجح كالراية فوق أحد أعمدة معابد
بابل .
كم هو مسكين شعب فلسطين ؟ فلم تعد ماريا أنطوانيت تتفهم معاناته ، ولا بابا الفاتيكان ولا حتى
شيخ الأزهر طنطاوي .
كم هو مسكين شعب فلسطين ؟ لو كان يدافع عن صنم معبود ، لو كان يدافع عن نظريات فرويد ، لو كان يدافع عن جمعية رفق بالحيوان ، لو كان يدافع عن شيطان ، لو كان يدافع عن ديوان الأعيان ، لو كان يدافع عن مصارعة الثيران ، لو كان يدافع عن آبار الكاز النفطية ، لو كان يدافع عن مسالك مثانة قائدنا البولية ، لكانت قضيته قضية ، ولوجد تعاطف الأمم ، المتحدة الآن على قتله .
لكن المسكين يدافع عن بقايا بيت هدموه ، عن أشلاء جسد مزقوه ، عن حليب رضيع سمموه ، عن مساجد دنسوها ، عن كنائس صلبوها ، عن شموع أطفأوها ، عن كرامة داسوها ، عن حرية كبلوها ، عن خيام أحرقوها ، عن ذكريات كمموها ،.... ، فهل عرفت أنت الآن ، كم هو مسكين ، مسكين... شعب فلسطين ؟
احمد منصور