من قطر حتى جزر القمر
تاريخ النشر
: 19:29 23.05.02

لوحظ اليوم وأثناء عقده لمؤتمر صحفي في برلين إستخدام بوش الإبن لنفس كلمات الخداع والكذب التي سبق لسلفه جيمي كارتر إستخدامها في عام 1977 عندما قال آنذاك : "كي يتحقق السلام في المنطقة فإن قيام دولة فلسطينية الى جانب "إسرائل" هو امر ضروري ونحن نؤيد ذلك ونعمل على تحقيقة " .
وكلاهما ، كارتر قبل 25 عاماً ، او بوش اليوم ، على دراية تامة بطبيعة الحظيرة العربية وحكامها الأغبياء وبطبيعة إعلامهم الأغبى منهم.
فهؤلاء سيهللون لهكذا خبر وسيطالبون بتوزيع شربات الكوكاكولا فيما سيبدأ بعضهم كعرفات مثلاً بحساب الأيام والشهور إنتظاراً لحفل تتويجه ملكاً على نصف الخليل وثلث قطاع غزة وربع جزيرة أريحا وشارع إلتفافي يصل ابوديس بالأقصى .
والى ان يحدث ذلك عليه طبعاً (وهو يعرف المطلوب منه جيداً) أن ينصب المشانق لرجال المقاومة ويملأ السجون بمعارضي "السلام" ويوزع البوسات على وجنات كل صهاينة ومتصهيني العالم أجمع ... من قطر حتى جزر القمر .
والسؤال هنا : لماذا يكرر رؤساء امريكا كذبهم المكشوف ولماذا يصدقهم العرب دائماً ؟
وهذا يذكرني بقصة الملك الغبي وحماره الذكي والنصاب البارع !
والنصاب البارع هذا عرض على الملك الغبي تعليم حماره الذكي القراءة والكتابة في مدة أقصاها عشرين عاماً وأصر على ان يقطع الملك رأسة إذا لم يتمكن من ذلك !
وحين سأل أحدهم النصاب : لماذا تخاطر بقطع رأسك وأنت تعلم ان الحمير لا يمكن ان تتعلم القراءة والكتابة ؟
حينها أجاب النصاب : إن ما يمكن حدوثه بعد عشرين عاماً هو : إما يموت الحمار او أموت أنا أو يموت الملك وعندها لا يهم ما حدث للقضية الفلسطينية .

احمد منصور