هل سيبصق الرمز في وجه الشعب ويعين دحلان في منصب وزاري ؟
تاريخ النشر : 14:02 18.08.04

العرب وكما هو معروف ، هم قبائل صحراوية المنبت ، أي ينحدرون من مناطق يندر فيها هطول المطر ، وكثيراً ما كانوا يتعرضون للموت عطشاً أثناء حلهم وترحالهم في الصحاري وقد صقلت ثقافة إنتظار الغيث والأمل في قدومه شخصية العربي عبر السنين ، فكان كلما بصق أحدهم وأصاب برذاذه غيره ، سارع المصاب بالتهليل فرحاً واستبشاراً بقدوم الغيث ، وأخذ يحمد الله كثيراً حتى وبعد أن يعرف بأن ما أصابه كان رذاذ البصاق وليس المطر ، ولم يتغير من الأمر شيئاً بل إزداد مع ظهور عصر سيدنا الوالي ، طال عمره ، ومن هنا ومع مرور الزمن ترسخت لدى العربي رؤى غريبة منها ، أن آمال السراب هي نوع من أنواع الأمل ويجب التمسك بها والتطلع إلى تحقيقها .

وما دام سيدنا الوالي يقوى على البصاق في وجه الرعية فهذا بحد ذاته ، شيء يعتبره العرب من بشائر قدوم الغيث . ولولا ثقافة إنتظار الغيث تلك ، إضافة إلى وجود غالبية عظمى من العرب ممن لا يعرفون الفارق ما بين الغيث والبصاق ، لما أستمر أي من قادة العرب في كرسي الحكم لفترة تتجاوز زمن البصقة الواحدة .

نعود الآن إلى عنوان الموضوع ، فكل الدلائل اللعابية تسيل في المجاري البولية وبإتجاه تعيين دحلان وزيراً في شركة نفايات احمد قريع وإخوان والمسماة بحكومة سلطة أوسلو .

أبو "اللطف" سبق وأن وصف دحلان بـ "إبننا" وذلك أثناء لقاء ثوري جمع بين المناضلين في القاهرة وأنه ، أي دحلان ، أحد قادة فتح .

هذا الكلام الثوري جداً الذي سال من لسان "أبو اللطف" كاللعاب ، لا بد وأن يكون الرمز قد سمعه ، لذلك وحفاظاً على المكاسب البنكية (عفواً ، أقصد المكاسب النضالية) ، التي تحققت لجميع الأطراف فقد حان الوقت للملمة السيولة الثورية لتصب في مجرى واحد كي يعم الهدوء النسبي والضروري لعملية توزيع مكاسب سلام الشجعان بعد كل ما جرى من ترهيب للشعب مما قد يحدث في حالة سيطرة غير الرمز على مجرى اللعاب والأحداث وهكذا أصبح الشعب مؤهلاً لقبول كل ما سيتنازل عنه الرمز لأبناء عمومته دون أن يخشى غضب أحد ، خصوصاً وأن الشعب أصبح ومن ثقل الحمل الملقى على كاهله ، لا يقوى على الحركه ، حتى وإن تأكد له بأن ما يبلل وجهه ليس غيثاً وإنما رذاذ بصاق الرمز .

احـمد مـنصور ـ المانـيا