أحقـاد الماضي لحكام اليوم
تاريخ النشر : 12-09-2004

شهدت الأعوام الماضية لهث العديد من حكام العرب للتطبيع مع كيان صهيون ومنهم من صفح لصهيون دفنه لأسرى جيش البلاد التي يحكمها وهم أحياء وآخرون ذهب بهم الأمر لدرجة فتح كل ما لديهم من ثقوب ليدخل صهيون من خلالها إلى كل بيت عربي ، بيد أن أحداً من هؤلاء الحكام العرب لم يشأ لينسى أبداً ما ارتكبه عرفات في الماضي من حماقات في حقه علماً بأن حكام العرب كانوا هم ، من جبل بلعابه تلك الطين التي تشكل منها الصنم عرفات وكانوا هم ، من سعى لأن يصبح للفلسطينيين صنماً للعبادة بعد أن أصبحوا هم أنفسهم بمثابة آلهة لشعوبهم التي ماانفكت تترنم على أنغام المذلة والهوان التي يبثها عرش الحكم في دويلات العرب .

أنغام المذلة تلك ، ما كان لها أن تستبيح دمعة حزن واحدة على حال هذه الشعوب المستعبدة لولا أن الأمر ارتبط بشكل وقح بقضية شعب فلسطين المقاوم ولم يقتصر على شخص عرفات وأحقاد الماضي حيث استطاع إعلام أنظمة القهر العربية ترسيخ الكراهية للشعب الفلسطيني في نفوس المواطنيين العرب وهو الأمر اليسير تحقيقه لدى شعوب تميزت عن غيرها بجهلها المكعب ، فماذا يتوقع المرء من وطن يعيش فيه 70 مليون أمي ، يبتلعون كل صنوف العلف الفكري التي يقدمها لهم إعلام آلهة الحكم ، غير النباح على إيقاع أصنامهم ؟

الصنم الليبي وكما ذكرت وسائل الإعلام ، يحاول في هذه الأيام تقليد الصنم الأردني والمصري وبقية أصنام أنظمة الحكم العربية ، في حشر الأنف في الشأن الداخلي الفلسطيني ، فإن صح ما تناقلته وسائل الإعلام فإن الصنم الليبي وعد بمنح أموال طائلة لدحلان بغية الإطاحة بعرفات ودوافعه في ذلك هي إنتقامية محضة وليس لها أدنى علاقة بمساعدة الشعب الفلسطيني على التخلص من سلطة اللصوص التي تتحكم في مصيره وإلا لما كان وقع اختياره على واحد كدحلان ، المعروف بفساده وعمالته لصهيون وأمريكيا .

تُرى ، ماذا سيكون وضع حكام العرب لو لم تكن هناك قضية فلسطين التي إتخذوا منها عظمة للحس ، وماذا ستكون قيمتهم الشرائية في أسواق البورصة الدولية دون تلك العظمة ؟؟ لا شيء ، في حقيقة الأمر .

احـمد مـنصور ـ المانـيا