الإرهابيون هم وليس نحن
تاريخ النشر
: 14:18 10.10.02

يلاحظ الجميع بأن الإنسان العربي تحول الى مجرد متابعاً وليس مؤثراً او صانعاً لما يجري حوله من أحداث يفرضها عليه الآخرون .
جالس يتفرج وكأن ما يحدث لا يعنيه ، اصبح الإنسان العربي يعتبر كل ذلك بمثابة مسرحية فكاهية ، عليه ان يتابع حلقاتها المثيرة .
حتى الحمير لا تكتفي بالشعير ، وتقوم برفس من يضربها ، فهل أضحينا دون الحمير ؟ الشعوب العربية بطبعها ، هي شعوب مسالمة وإن حاول بعض المأجورين تزييف الحقائق وجعلنا نصدق بأننا نحمل في ذاتنا العداء لغيرنا دون سبب ، لكن التاريخ إذا ما وجد من يقرأه قراءة منصفة ، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك حقيقة أننا ومنذ أكثر من خمسمائة سنة ، كنا ولا نزال ، المعتدى عليهم ولم نكن المعتدون على احد .
فنحن لم نذهب لنحتل فرنسا بل هي التي جاءت بجحافلها لتحتل أرضنا ، كذلك لم تطأ أقدامنا أرض بريطانيا لغزوها ، وإنما البريطانيون هم من غزانا .
الأسبان في المغرب العربي ، الإيطاليون في ليبيا ، جميعهم جاءوا ليستعمروا بلادنا وأذاقونا الويلات ، والجزائر وحدها التي فقدت أكثر من مليون شهيد ، لهي دليل وشاهد على ظلمهم لنا .
إن هؤلاء جميعاً لم يكتفوا بإخضاعنا وجعلنا شعوباً ذليلة ، بعد ان مزقوا وطننا بحدود مصطنعة حولته الى كيانات هزيلة لا سبيل لها إلا الخضوع والتوسل لهم ، لا بل أنهم وحتى يستمر وضعنا المخزي ونظل تحت السيطرة ، فقد ساعدوا على جلب حثالات البشر ومنحوهم أرض فلسطين ليؤسسوا عليها كياناً يتحكم في مصيرنا .
فقد هاجمنا كيان صهيون وبعد أقل من ثماني سنوات على إنشاءه ، وكان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 والتي شاركت فيه كل من فرنسا وبريطانيا ، ومن ثم توالت هجمات كيان صهيون على بلادنا وهي مستمرة حتى يومنا هذا .
إذن ، بالله أستحلفكم ، من هو المعتدي ومن هو المستعمر ومن هو المحتل ومن هو الظالم ومن هو الإرهابي بطبعه ؟ وكيف لنا أن نسالم الذئاب بعد أن أصبحنا نعاجاً خائفة بفضل من سلطوهم علينا من حكام لا تعرف للرحمة معنى ؟
لقد صارت الكلاب الضالة تنهش في الجسد العربي ولا تريدنا ان نصرخ من شدة الألم ، ومن يفعل فهو إرهابي في نظرهم .
لكننا سنصرخ ومن حقنا أن نصرخ الى أن ينتفض هذا الجسد العربي وتكف الكلاب عن نهشه .

احمد منصور