الإيـدز فـي رام الله
بقلم : د . مـحمود عـوض

تاريخ النشر : 07:41 02.08.04


     أكثر المواقف ترويحا عن النفس ومدعاة للقهقهة التي تفضي ليستلقي المرؤ على ظهره من شدة الضحك هو موقف طوشة أو خناقة تندلع رحاها بين مجموعة من العاهرات .
مثل هذه الخناقات كثيرا ما أدرجتها السينما المصريه لزيادة بهارات الضحك والفرفشه واعتبرها نقاد كثيرون أنها تنعش سوق الفيلم في الشارع العربي .. فمشهد العالمه حين تفرد ملايتها وتأخذ بالردح والشتم مع هز الخصر والأرداف يصل مستوى من الكوميديا الساخره لا يماثله عبر تجربتي الشخصيه سوى خناقة عاهرات رام الله هذه الأيام بل والحق يقال أن عاهرات رام الله حققن هذه الأيام قصب السبق في الردح وفرد الملايات (وخود هز المؤخرات وطعج الخواصر) .

ووفق ما يتسرب من ردود فعل الفلسطينيين على خناقات عاهرات رام الله فإنها كسرت حدة الألم والإنكسار لدى الفلسطينيين فكانت وما زالت فرصتهم الوحيدة للضحك والقهقهة والإستلقاء على ظهورهم
حدثني أستاذ أجرى دراسة لسلوك العاهرات في إحدى دور البغاء بأن أكثر ما أثار دهشته هو خناقات البغايا فكل منهن سرعان ما تتمترس خلف الشرف لتتهم الأخرى بإنعدام الشرف والمروءة

تذكرت كل ذلك هذه الأيام وأنا أسمع أصداء صوت عاهرات المقاطعه في رام الله يملأ الإذاعات والفضائيات ويغطي أسطح العالم العربي بالغسيل الوسخ .

وتماما كما تفعل كل عاهره برفع صوتها بأنها الأشرف والأنظف فها هو المشهد يتجسد بشكل صارخ

خذوا بعض الأمثله :
  • محمد دحلان داير على حل شعره يفرد ملايته فوق كل رصيف ليردح مع أن أصغر فلسطيني يعرف من وقائع عهره وفساده ما يندى له الجبين

  • نبيل عمرو (مع الإستنكار للإعتداء عليه) يخرج بموال الإصلاح وهو الذي قبض خمسين ألف دولار من يد عرفات هدية لإبنه بمناسبة زفافه هذا ناهيك عن جريدته التي خصص لها عرفات دعما ماليا بل أدرج كل العاملين فيها موظفين على كادر وزارة الإعلام بما في ذلك رئيس تحريرها حافظ البرغوثي فهو موظف في الوزارة برتبة مدير عام

  • رفيق النتشه الذي وصف السلطه بأنها سلطه فاسده وجلا جلا .. فهذا الذي يطالب بالإصلاح كان قبل تعيينه وزيرا للزراعه أيضا يرفع صوته لدرجة صرح أكثر من مرة قائلا (ما هذه السلطه التي لا يتحرك فيها الرئيس إلا بإذن مسبق من إسرائيل) ولكن ما أن تسلم رفيق النتشه الوزاره حتى أصابه الخرس وصار يغني على ليلاه وليلى عرفات .

  • السخرية في المشهد أن جميعهم صادقون في ما يقولونه في بعضهم بعضا فاللصوصية والعهر السياسي هي قاسمهم المشترك لكن المضحك في الموضوع أن بعضهم يحاول إيهام الناس بأنه شريف وعلمي
    ما يعجبني حقا هو أن بعض العاهرات في المقاطعه بلغوا سن النضج كأمثال هؤلاء الذين إلتزموا الصمت كنبيل شعث الذي تملؤه الفرحه بأن الخناقه ستقلل عدد العاهرات وفي حالة كهذه يرتفع ثمن التذكره ..

    المسألة الجديرة بالملاحظة هي أن لا ينجر أحد بالتحرش والإحتكاك بعاهرات رام الله ذلك لأن الإيدز تفشى واستشرى ومن لا يصدق ما عليه سوى التحديق في وجه ياسر عبد ربه أو مؤخرة صائب عريقات أو كرافة غسان الخطيب أو تسريحة نبيل عمرو أو نبيل أبو ردينه أو نبيل شعث أو نبيله عبيد التي قد تُعوّض غياب نبيل عمرو .


    د . مـحمود عـوض

    الدكتور محمود عوض مع التحيات