بكائية رمضانية (2)
بقلم : لبنـى شبلـي

                (1)
حكايةٌ من عصر الدماء
تنقش آخر اوجاعها
في صلب الرياح .. المنصهرة من كُوى عيون البراءة

تبعثرني عُتمة دقات الساعة
كلما مرت سويعات الذكرى
لتتلاشى من جديد.. آثارها بالأمس..
                (2)
مسافاتٌ آخذة في التلاشى..
كتلك الفوضى المموجة بهتافاتٍ تسبح في نهرها الابيض..
المتعطشة لسيل دموعٍ ، بيضاءٌ ضمائرها

آيادٌ تلوح في سماء رمادية..
واجسادٌ على قارعة الرصيف.. تذوب بدفء أمنية
وقلوبٌ راحلة...تلوح تحت سويعات حزنها
                (3)
لـ رمضان .. :
(المدينة: "هناك")

هناك ، حيث يطوقنا المساء الرمادي..
المفعم بذكرى (الصمت) ،
مواعيدٌ ما زالت تنتظر قدومـ(هـم)..
ورصيفٌ ، لاذت على تفاصيله .. حُرقة الاجساد..

"ما زلتُ اسمع صراخات قومٌ .. في حضارة قديمة..
انهالت عليها سيلٌ جارف.. من اقدام لا تعرف للرحمة مكان..."
                (4)
وطنٌ / أرض وتراب / حزنٌ وألم

فـادي ،
كيف لي ان اكتب عن (وطنٌ اٌمتزجت به دماء طفلٍ)..
لا اعلم / ام انني مجرد لا اعلم..

(استرجع الذكرى..)
لحظات كانت أمي تمسكني في احضانها..
تشدني الى آخر مسكن في ألمها..
لحظات ، تهوى أرضا..
"امي...ا م ي ..."..
لم اعد اسمع نبضها..
امسكت بها... عانقت دماءها...
الممزوجة بلون أرضٍ ..
تجرعت ظلما..

تبخرت صعداء الوطن..
البست ثيابٌ جديدة... وُهدم تاريخها القديم..
باسم "التقدم...وال(تجديد)..."
_______________________
لبنـى شبلـي ـ فلسطين

تاريخ النشر : 14.09.2004